تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

اليوم الدولي للمهاجرين - دعوة لتسخير قوة الهجرة في تعزيز التنمية وتحدي الكراهية والانقسام

أب وابنته هاجرا من فنزويلا  إلى الإكوادور يقومان بصنع كرسي من إطارات السيارات المستعملة في فناء منزلهما الخلفي.
© UNICEF/Misha Vallejo
أب وابنته هاجرا من فنزويلا إلى الإكوادور يقومان بصنع كرسي من إطارات السيارات المستعملة في فناء منزلهما الخلفي.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تسخير قوة الهجرة من أجل تعزيز التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود، وهو أمر يبدأ بتحدي الروايات التي تجرد المهاجرين من إنسانيتهم، واستبدالها بقصص التضامن.

وفي رسالته بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين الذي يصادف 18 كانون الأول/ديسمبر من كل عام، قال غوتيريش إن الهجرة تعد محركا قويا للتقدم، فهي تعزز الاقتصادات، وتربط الثقافات، وتفيد بلدان المنشأ والوجهة على حد سواء.

لكنه حذر من أنه عندما تدار الهجرة بشكل سيئ أو تشوَه صورتها، يمكن أن تؤجج الكراهية والانقسام، وتعرض حياة الأشخاص الباحثين عن الأمان والفرص للخطر.

وذكَّر بأنه منذ عام 2014، لقي ما يقرب من 70 ألف مهاجر حتفهم أو فُقدوا على طول الطرق البرية والبحرية، ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير. وأضاف أن القيود على الحدود تتزايد، ويتربح المهربون والمتاجرون بالبشر، فيما تعد النساء والأطفال من بين الأكثر عرضة للخطر.

وقال غوتيريش: "في هذا اليوم الدولي للمهاجرين، لنتكاتف من أجل حقوق كل مهاجر، ولنجعل الهجرة كريمة وآمنة للجميع".

"قصتي العظيمة"

موضوع اليوم الدولي للمهاجرين هذا العام هو "قصتي العظيمة: الثقافات والتنمية"، والذي يبرز كيف تدفع حركة البشر عجلة النمو، وتفيض على المجتمعات ثراء، وتعين الجماعات على أن تتواصل وتتكيف وتشد أزر بعضها بعضا.

وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب إن "الهجرة متداخلة في حياة العائلات والمجتمعات في كل مكان. إنها قصة شجاعة وعزيمة والروابط التي تجمعنا عبر الحدود".

وأضافت: "اليوم، نكرم الأشخاص الذين انطلقوا بحثا عن الأمان والفرص، وندعو إلى التضامن العالمي في صياغة أنظمة عادلة وشاملة تحميهم. عندما تدار الهجرة بكرامة وهدف، فإنها تفيد الجميع".

تحويلات مالية بالمليارات

المنظمة الدولية للهجرة أفادت بأن ما يقدر بنحو 304 ملايين شخص - أي ما يقارب 4% من سكان العالم - يعيشون حاليا خارج بلدانهم الأصلية.

وأوضحت أن المهاجرين يساهمون بطرق عديدة في المجتمعات التي يعيشون ويعملون فيها، حيث يجلبون المهارات والإبداع وروح المبادرة التي تعزز الاقتصادات المحلية. ويدعم العمال المهاجرون قطاعات حيوية، من بينها الرعاية الصحية والبناء والزراعة والتكنولوجيا، ويقدمون مساعدة بالغة الأهمية في البلدان التي تعاني من شيخوخة السكان.

وأضافت المنظمة أنه في عام 2024، أرسل المهاجرون ما يقدر بنحو 905 مليارات دولار أمريكي من التحويلات المالية الدولية، ذهب معظمها إلى البلدان ذات الدخل المتوسط ​​والمنخفض. وتساعد هذه التحويلات الأسر على تغطية نفقات الغذاء والتعليم والرعاية الطبية، وفي كثير من الحالات تتجاوز قيمة المساعدات الخارجية وتدفقات الاستثمار.

مخاطر وتحديات

وحذرت المنظمة من أنه رغم كل هذا، فإن الهجرة تواجه تحديات متزايدة. فبحلول نهاية عام 2024، نزح 83.4 مليون شخص داخليا بسبب النزاعات والعنف والكوارث، بينما استمرت حالات الطوارئ الجديدة في دفع المجتمعات إلى ما هو أبعد من قدرتها على التكيف.

وأضافت أنه بينما تتم معظم عمليات الهجرة بأمان وبشكل منتظم، لا يزال العديد من الأشخاص يواجهون مخاطر جسيمة عند عبور الحدود، لا سيما في الأماكن التي تكون فيها المسارات النظامية محدودة.

ولفتت إلى أن البحر الأبيض المتوسط لا يزال أحد أخطر طرق الهجرة، حيث سُجلت أكثر من 33 ألف حالة وفاة منذ عام 2014.