تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

موزامبيق - العنف يشرد آلاف العائلات ويسبب خسائر نفسية مدمرة

نازحون يفرون من العنف في موزامبيق.
© UNHCR/Isadora Zoni
نازحون يفرون من العنف في موزامبيق.
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أزمة حماية عميقة تتكشف فصولها في موزامبيق عقب تصاعد العنف في عام يعد الأسوأ من حيث عدد الحوادث التي تؤثر على المدنيين منذ بدء النزاع في عام 2017.

مديرة المكتب في البلاد، باولا إيمرسون قالت إن "العنف اقتلع العائلات من بيوتها مرة أخرى"، مفيدة بأنه في جميع أنحاء شمال موزامبيق، نزح أكثر من 107 آلاف شخص منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. ويمثل هذا ثالث موجة نزوح كبرى في عام 2025، حيث أُجبر أكثر من 330 ألف شخص على الفرار منذ بداية هذا العام.

وأضافت إيمرسون في المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف: "وراء كل رقم من هذه الأرقام قصة خسارة متكررة. فالعديد من الأشخاص الذين يصلون الآن إلى مواقع النزوح لم ينزحوا للمرة الأولى، بل تم اقتلاعهم من جذورهم مرارا وتكرارا، غالبا بعد أن شهدوا عنفا لا يوصف".

ونبهت إلى أن الخسائر النفسية مدمرة، حيث تلقى المكتب في بعض مراكز الاستقبال تقارير مقلقة عن محاولات انتحار.

تحطيم حياة الصغار

وحذرت المسؤولة الأممية من أن هذه الحالة الطارئة تحطم حياة الصغار، حيث يشكل الأطفال الآن 67% من النازحين، وانفصل الكثير منهم عن والديهم أو تيتموا. وأضافت أن بعضهم يعيشون بمفردهم، معرضين للعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاستغلال والاعتداء الجنسيين، وغير قادرين على الذهاب إلى المدرسة.

وأشارت كذلك إلى تزايد المخاطر الصحية بسرعة، حيث أُعلن عن تفشي وباء الكوليرا في منطقتي ميمبا وميتوج، إلى جانب تزايد حالات الإصابة بمرض الإسهال الحاد في المناطق التي تتركز فيها العائلات النازحة.

وأفادت بأنه تمت الموافقة على تخصيص 6 ملايين دولار من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ لزيادة المساعدات المنقذة للحياة لنحو 120 ألف شخص في منطقتي إيراتي وميبا. لكنها أشارت إلى أن جميع مجموعات تقديم المساعدات تعاني من نقص حاد في التمويل.

وقالت: "المطلوب قبل كل شيء هو السلام، وتمكين الناس من زراعة أراضيهم، والأطفال من أداء امتحاناتهم في المدارس بدلا من الفرار من العنف".