Breadcrumb
غزة في مواجهة الشتاء: خيام غارقة ومعاناة متفاقمة للنازحين وسط نقص المساعدات

حسب وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة هناك أكثر من مليوني فلسطيني مكتظون الآن في أقل من نصف مساحة القطاع، بينما يفتقر معظم النازحين إلى مواد الإيواء الكافية لحمايتهم من الأمطار والرياح، في أعقاب حرب خلفت دمارا واسع النطاق في المناطق السكنية.
وفي الأيام الأخيرة، أدى عدم استقرار الطقس والأمطار الغزيرة إلى غمر آلاف الخيام بالماء، مما شكل تهديدا مباشرا للعائلات - وخاصة الأطفال.
وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمره الصحفي في نيويورك إلى أن العديد من العائلات الفلسطينية تعيش في ملاجئ سيئة التجهيز، معرضة للفيضانات، مما "يجعل الناس حتما عرضة للطقس العاصف".
وأكد أن الأمم المتحدة وشركاءها يبذلون "كل ما في وسعهم للتخفيف من حدة المشكلة"، إلا أن العملية الإنسانية لا تزال تواجه "منعا ممنهجا للمواد الأساسية"، فضلا عن حظر عمل منظمات الإغاثة الرئيسية، بما في ذلك بعض المنظمات غير الحكومية الشريكة للأمم المتحدة.
"وضع أسوأ من السيء"
عندما التقى مراسل أخبار الأمم المتحدة بأحمد البغدادي في مخيمات وسط غزة، كان يحاول إقامة حواجز طيبنية حول خيمته بعد أن غمرتها مياه الأمطار.
وقال: "نحن في حالة يرثى لها. غرقنا جميعا. فقدنا فراشنا وكل شيء داخل الخيمة التي انهارت علينا. الوضع ليس مأساويا فحسب، بل أسوأ من السيء. أكثر ما نقول هو حسبنا الله ونعم الوكيل على الوضع الذي وصلنا إليه. ماذا عسانا أن نفعل؟ نأخذ مجرفة، ونجرف الماء، ونبني حواجز رملية. هذا كل ما في وسعنا".
وفي مخيم الكرامة للنازحين بدير البلح، قالت السيدة أسماء فياض إن المطر ظلّ ينهمر على عائلتها طوال الليل. وأضافت: "كنا نجمع الماء بالدلاء. اشتدّ المطر في الصباح، مما مزق الخيمة فانهارت. أصبحت جميع بطانياتنا وفرشاتنا وملابسنا مبللة. ونحاول والآن نشرها لتجف لنرتديها مجددا".
حذّرت منظمات الإغاثة من أن تفاقم ظروف الشتاء قد يزيد من المخاطر الصحية على السكان، في ظل نقص حادّ في الخدمات الأساسية واستمرار عرقلة إيصال المساعدات، بينما تكافح العائلات النازحة للتكيّف مع واقع إنساني يزداد قسوة يوما بعد يوم.