Breadcrumb
أزمة الجوع في السودان من صنع الإنسان - ما الذي تفعله الأمم المتحدة للمساعدة؟

لم يتوفر لها الغذاء الكافي أثناء حملها لذا وُلد رضيعها علي بوزن أقل من الطبيعي. ومع بلوغه 7 أشهر من العمر لا يزال مصابا بسوء التغذية الحاد.
جاءت سـِتنا إلى العيادة الطبية في طويلة مع رضيعها ليتلقى العلاج وتحدثت عن قصتها قائلة: "أثناء فرارنا وقعت في خندق وكان الدم من حولي في كل مكان. كانت قوات الدعم السريع تطلق الرصاص على أطفالي لكن الرصاصات لم تصبهم. أثناء حملي لم أتناول ما يكفي من الطعام، حتى الماء لم يكن متوفرا. بسبب كل ذلك وُلد علي بوزن أقل من الطبيعي، ولا يزال وزنه منخفضا حتى الآن".
في ظل الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين ونصف، يواجه 21.2 مليون شخص جوعا حادا، وتأكد حدوث المجاعة في الفاشر وكادقلي التي يتعذر وصول المساعدات إليهما في الوقت الراهن.
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قام بتوسيع عمله في المناطق التي هدأ فيها الصراع، فانخفض مستوى الجوع. ولكن في المناطق التي يستمر فيها الصراع، انقطعت المساعدات الإنسانية، ولا يزال الوضع حرجا.
في طويلة، غير بعيد عن الفاشر، تتواصل عمليات توزيع الغذاء على أكثر من 100 ألف شخص فروا من العنف المروع في الفاشر - عاصمة ولاية شمال دارفور - منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
السيدة أنغام تطبخ ما تيسر من البقوليات في خيمتها، تتوقف للحديث مع الزملاء في برنامج الأغذية العالمي، فيما يحاول طفلها الذي لا يتعدى عمره 3 سنوات مساعدتها في تقليب الطعام بملعقة خشبية طويلة قد تضاهي طوله هو نفسه: "نأكل عندنا نحصل على المساعدات. إلى جانب الطعام، نحتاج أيضا إلى البطانيات والملابس الثقيلة لتحمينا من البرد والإصابة بالأمراض المعدية".
عزز برنامج الأغذية العالمي دعمه بشكل كبير في جميع أنحاء السودان خلال العام الماضي، وساهم في عكس مسار المجاعة في بعض المناطق من خلال إيصال المساعدات بشكل منتظم ومتكرر. وأكد أنه قادر على التصدي للجوع إذا توفرت الممرات الآمنة والوصول الإنساني غير المقيد، إلى جانب الموارد الكافية.
كيف يساعد برنامج الأغذية العالمي السودانيين؟
🔹يدعم البرنامج أكثر من أربعة ملايين شخص شهريا بمساعدات غذائية ونقدية وتغذوية طارئة. عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدة الآن يزيد بمقدار الضعف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي (نيسان/أبريل - تشرين الأول/ أكتوبر 2024).
🔹سارع إلى تقديم الدعم لسكان الخرطوم بمجرد تراجع أعمال العنف بين آذار/مارس ونيسان/أبريل. وتلقى أكثر من مليون شخص في جميع محليات الخرطوم السبع مساعدات من البرنامج في الأشهر التي تلت وقف القتال.
🔹قام بدور حاسم في تعزيز إنتاج القمح والذرة الرفيعة في شرق السودان من خلال مشاريع ممولة من بنك التنمية الأفريقي والبنك الدولي. وقد ساهم ارتفاع المحاصيل في المناطق التي تُعدّ سلة غذاء السودان في الحد من انعدام الأمن الغذائي في شرق السودان. وأشار تصنيف مراحل الأمن الغذائي إلى التحسن الموسمي كأحد الأسباب التي يتوقع أن تسهم في انخفاض الجوع.
يناشد برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي تكثيف جهوده من خلال توفير تمويل مرن عاجل، والمشاركة السياسية المستدامة لضمان وصول المساعدات الإنسانية، والدفع نحو سلام دائم في السودان.