Breadcrumb
المؤتمر العام لليونيدو - لا تنمية صناعية شاملة ومستدامة دون مشاركة المرأة

وعندما توجهنا إلى هناك كانت جميلة الشمري رائدة الأعمال السعودية تقف بالقرب من صورتها والابتسامة تعلو وجهها عندما قالت لنا: "إنها تشعر بالفخر لما وصلت إليها رائدات الأعمال السعوديات، والقفزة الكبيرة التي حققناها".
الشمري التي تعمل في مجال تصميم الأزياء التراثية السعودية غير المعدلة، أكدت أن تجربتها مع منظمة اليونيدو كانت "نقطة انطلاق، حيث تواصلنا مع العالم من خلال المنظمة" التي وفرت لها ولقريناتها من مختلف أنحاء المنطقة التدريب والدعم عبر مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع للمنظمة في العاصمة البحرينية.
رسم مستقبل الصناعة
تجربة الشمري هي مثال على ما يمكن أن تقوم به المنظمة لدعم المرأة وتمكينها وهو ما كان محور الجلسات والنقاشات التي دارت في اليوم الثالث للمؤتمر المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، حيث تم تسليط الضوء على الدور الحيوي للمرأة في دفع عجلة التحول الصناعي والاقتصادي المستدام.
وكشفت المناقشات كيف يمكن للقيادة والسياسات والابتكار أن تمتزج معا لخلق فرص للنساء للمساهمة في مستقبل الصناعة ورسم ملامحه.
سبر المشاركون أغوار المبادرات العالمية التي تظهر كيف يمكن للمناهج الصناعية المراعية لمنظور النوع الاجتماعي، وتطوير سلسلة القيمة الشاملة، وممارسات العمل العادلة أن تعزز التغيير المنهجي من أجل دور أكثر فعالية للمرأة في التنمية الصناعية.
تمكين من أجل الازدهار
حنان حنزاز مديرة المكتب الإقليمي للبلدان العربية بمنظمة اليونيدو أكدت على أهمية تخصيص يوم لتمكين المرأة، بعد أن كان يوم أمس مخصصا لمناقشة الشراكات والاستثمار، بينما سيتمحور الغد حول الشباب، جيل المستقبل.
وقالت حنزاز: "ليس هناك أي تنمية صناعية شاملة ومستدامة من غير مشاركة المرأة؛ مشاركة المرأة في كل سلسلة الإنتاج المتعلقة بالقطاع الصناعي، بما فيها – على سبيل المثال - القطاع المتعلق بصناعة الأغذية، وقطاع صناعة النسيج وغيرها".
وأكدت أن هدف اليونيدو هو رؤية المرأة حاضرة في كل المراحل والمستويات المتعلقة القطاع الصناعي.
وأضافت: "المنطقة العربية هي منطقة خاصة جدا لأن لديها معدلات من بين الأعلى فيما يخص النساء في الهندسة والتقنيات في العالم. ومن ثم رأينا أن يكون هناك يوم خاص بتمكين المرأة في قطاع مهم جدا لاقتصاد وازدهار العالم بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة".
مبادرة بقيادة نسائية من قلب المعاناة
وبالقرب من الجدارية التي تسلط الضوء على رائدات الأعمال، التقينا أيضا نورا ماجيرو المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة دروب أكسس، التي نالت جائزة اليونيدو للتنمية المستدامة المعروفة باسم "عالم واحد". وحصلت ماجيرو على الجائزة عن فئة النساء في مجال التصنيع.
انطلقت شركة ماجيرو في كينيا من رحم "تحديات شخصية" تتعلق بالرعاية الصحية وتوافر الطاقة النظيفة، لتبني مع أقرانها كيانا يوفر الرعاية الصحية الأساسية والابتكارات الذكية مناخيا للمجتمعات الأكثر حرمانا، انطلاقا من فهم عميق للتحديات التي تواجهها المجتمعات الريفية، لا سيما في الحصول على اللقاحات والأدوية المنقذة للحياة.
وقالت ماجيرو لأخبار الأمم المتحدة إن مؤسستها ذات تأثير مهم بالنسبة للنساء، مضيفة: "نؤثر على النساء عندما نؤكد حصول الأطفال على التطعيم، ونؤكد حصولهن على نقل دم أثناء الولادة. كما نسعى جاهدين لضمان أن كل ما نؤثر عليه في مجال الرعاية الصحية ينتهي في النهاية إلى تحقيق أقصى استفادة منه للمرأة، لأنها عماد مجتمعنا".
وسيكون هناك فرصة أخرى للشابات مثل ماجيرو للتعبير عن مشاغلهن وتقديم أفكارهن ومبادراتهن غدا في اليوم الرابع للمؤتمر الذي يركز على جيل المستقبل، قبل أن يختتم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.