تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مؤتمر اليونيدو العام - شراكات واعدة وذكاء اصطناعي لتقديم الحلول ودعم الدول النامية

روبوت على شكل إنسان مزود بالذكاء الاصطناعي يتجول في ممرات مؤتمر اليونيدو العام في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
UN News/Conor Lennon
روبوت على شكل إنسان مزود بالذكاء الاصطناعي يتجول في ممرات مؤتمر اليونيدو العام في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
"الموضوعات التي اختيرت في المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وكأنها مختارة خصيصا لسوريا في هذه المرحلة". هذا ما قاله رئيس غرفة الصناعة في دمشق وريفها، أيمن المولوي الذي كان يتجول بين قاعات المؤتمر المنعقد في الرياض.

وفي أحد أركان المعرض الذي يعد جزءا من المؤتمر الذي ينعقد تحت مسمى القمة العالمية للصناعة - وهو الركن الذي يعبر عن العمل المهم الذي تسهم به المنظمة في دعم التنمية الصناعية - التقينا المولوي الذي حضر إلى المؤتمر ليؤكد أن "بلاده واعدة في مجال الاستثمار في كل المجالات، خاصة في مجال إعادة الإعمار والصناعات المتعلقة به".

موضوع الاستثمار والشراكات كان العنوان الرئيسي لليوم الثاني للمؤتمر الذي انطلق في 23 تشرين الثاني/نوفمبر وسط دعوة للتفاؤل والبحث عن حلول.

وانشغل الحاضرون من رؤساء وفود ومسؤولين ورواد أعمال ومجتمع مدني في إطلاق أدوات استثمارية رائدة، وشراكات تمويل مشترك، ومشاريع رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي مصممة لتوسيع نطاق الاقتصادات الرقمية الشاملة.

أيمن المولوي، رئيس غرفة الصناعة في دمشق وريفها.
UN News
أيمن المولوي، رئيس غرفة الصناعة في دمشق وريفها.

وضع مربح للجميع

أميت سينغ رئيس قسم الاستدامة في شركة "نيتشر بيو فودز" يرى أن الشراكات هي كلمة السر، فلولاها ما نجحت شركته التي كانت بين الفائزين بجائزة الاستدامة التي تقدمها اليونيدو تقديرا لنهجها القائم على مبدأ "من المزرعة إلى المائدة" في الاستدامة، والذي يتضمن ضمان استدامة جميع جوانب إنتاج الغذاء، من الزراعة إلى الحصاد والمعالجة والنقل، قدر الإمكان.

وتحدث سينغ لأخبار الأمم المتحدة عن المجال الذي يركز عليه، وهو الزراعة العضوية التي تجمع بين أحدث العلوم والتقنيات التقليدية لإنتاج غذاء مغذٍّ دون الإضرار بالتربة.

وقال إميت إنه "وضع مربح للجانبين"، في إشارة إلى نموذج أعمال يمكن آلاف المزارعين الهنود من إنتاج أغذية عالية الجودة ومستدامة للمستهلكين، ويحصلون على أجور مجزية مقابل ذلك.

وأضاف سينغ: "في السنوات الثلاث الماضية وحدها، نجحنا في خفض انبعاثات الكربون من خلال طرح ابتكارات وحلول علمية متنوعة، مثل الطاقة الشمسية، وطرق تقليل انبعاثات الميثان من إنتاج الأرز".

يساعد هذا المشروع ما يقرب من 100 ألف مزارع صغير على الوصول إلى السوق وكسب لقمة العيش، وتُستثمر الأرباح في مبادرات تُفيد المجتمع، مثل توفير مياه شرب نظيفة، وتمويل المدارس.

الذكاء الاصطناعي وحل المشاكل

كان الذكاء الاصطناعي حاضرا بقوة "كمغير لقواعد اللعبة" في مختلف النقاشات التي دارت اليوم، والذي يمكن أن يساهم في حل "المشكلات الواقعية التي نواجهها على أرض الواقع"، كما قال لنا جيسون سلاتر، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والابتكار في اليونيدو.

وأضاف أن مهمة الذكاء الاصطناعي تتضمن إيجاد سبل للوصول إلى التكنولوجيا لدعم دول الجنوب العالمي، مضيفا: "على سبيل المثال، نعمل مع شركة ناشئة طورت شريحة ذكاء اصطناعي يمكنها شم الطعام؛ فهي تتعرف على مكوناته وتحدد أماكن الهدر، مما يسمح للشركة بتغيير عملية الإنتاج وزيادة كفاءتها".

وأكد سلاتر أن للذكاء الاصطناعي دورا محوريا في جمع الجهات الفاعلة في مجال التنمية، مثل القطاع الخاص والأمم المتحدة والحكومة والأوساط الأكاديمية، مما يساعدهم على تحديد المشكلات بسهولة أكبر، وربط النقاط ببعضها، وإيجاد الحلول.

روبوت يتجول في معرض المؤتمر العام الحادي والعشرين لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو).
UN News
روبوت يتجول في معرض المؤتمر العام الحادي والعشرين لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو).

الاستثمار والشباب

الأوساط الأكاديمية تلعب دورا أيضا في تقديم برامج للشباب تمكنهم وتفسر لهم أهمية الشراكات والاستثمار، وكيف أنهم أنفسهم جزء من هذا الاستثمار، وهو ما قاله لنا سام ماغي مدير الإبداع وريادة الأعمال في برنامج هارفارد ليمان للإبداع وريادة الأعمال في الولايات المتحدة.

وأضاف ماغي: "أقول للطلاب دائما؛ من أفضل طرق ممارسة ريادة الأعمال الخروج إلى العالم وتجربة مشكلتك وحلولك لها".

سام ماغي، مدير الإبداع وريادة الأعمال، برنامج هارفارد ليمان للإبداع وريادة الأعمال.
UN News
سام ماغي، مدير الإبداع وريادة الأعمال، برنامج هارفارد ليمان للإبداع وريادة الأعمال.

وأكد على أهمية نقل الخبرات وتبادلها دائما مؤكدة أنها سعيد "برؤية هذا المستوى العالي من الدعم في المؤتمر، ليس فقط لريادة الأعمال ذات التأثير الاجتماعي الإيجابي، بل لمجالات أخرى مثل الاقتصاد الإبداعي، وتمكين الشباب والشابات لإحداث هذا التغيير الاجتماعي الإيجابي".

هذا التغيير الإيجابي هو ما يتطلع إليه الكثيرون وخصوصا في دول تحاول النهوض من ركام الصراع مثل سوريا، حيث قال رئيس غرفة الصناعة في دمشق إنهم كانوا خارج التطور وخارج دول العالم لمدة 14 عاما تقريبا، مضيفا أنه "نحن اليوم بحاجة أن يكون هناك مشاركة، ومساعدة سواء من منظمة اليونيدو أو من منظمات أخرى حتى نستطيع سد تلك الفجوة".