تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لحظة أمل متجدد - الأمم المتحدة تدعو لاغتنام الفرصة لرسم مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين

أرشيف: قاعة مجلس الأمن الدولي
UN Photo/Eskinder Debebe
أرشيف: قاعة مجلس الأمن الدولي
رغم التقدم الهش في وقف إطلاق النار والغموض الكثيف الذي يكتنف الوضع على الأرض في غزة، شددت الأمم المتحدة على ضرورة اغتنام "لحظة الأمل المتجدد"  لرسم مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأسرها.

استمع المجلس خلال الاجتماع إلى إحاطة من رامز الأكبروف نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، ومنسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

ملخص ما ورد في الإحاطة؟

 
🔹العنف يهدد وقف إطلاق النار الهش. أحث جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس والالتزام بتعهداتها وفق الاتفاق.
 
🔹الأمم المتحدة ضاعفت جهودها لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية.
 
🔹أطالب إسرائيل بتوسيع قدرات المعابر والتعجيل بالموافقة على دخول الإمدادات.
 
🔹الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي يعملون لتحديث "التقييم السريع للأضرار والاحتياجات" الذي صدر في آذار/مارس وأفاد بأن تكلفة إعادة البناء تتكلف نحو 53 مليار دولار.
 
🔹التحضيرات مستمرة لعقد مؤتمر القاهرة لإعادة بناء غزة.
 
🔹في الضفة الغربية المحتلة يتصاعد التوسع الاستيطاني، وانتشار البؤر الاستيطانية والعنف والنزوح وعمليات الإخلاء.
 
🔹بالنسبة للبنان، تجديد دعوة الأمين العام للأطراف للالتزام بتعهداتها للحفاظ على وقف الأعمال العدائية والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
 
🔹تجديد دعوة الأمين العام للوقف الفوري لجميع انتهاكات سيادة سوريا وسلامة أراضيها.

صمود وقف إطلاق النار

قال المسؤول الأممي رامز الأكبروف إن القرارات المتخذة الآن ستحدد ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد أم سينهار.

وأكد ضرورة تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بالكامل، وحثّ الأطراف على التوصل إلى اتفاق عاجل بشأن آليات تنفيذ المراحل التالية، مشيرا إلى أن قرارات الأمم المتحدة - بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2803 (2025)- وخطة الرئيس ترامب المكونة من 20 نقطة، توفر مسارا للمضي قدما.

كم أكد أن إعلان نيويورك ومبادرات مثل التحالف العالمي من أجل حل الدولتين يمكن أن تلعب دورا حيويا في جهود الحل.

استمرار الغارات الإسرائيلية

منذ دخوله حيز التنفيذ الشهر الماضي، صمد وقف إطلاق النار إلى حد كبير في غزة - وفقا للمسؤول الأممي - ولكن مع ذلك، تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على المناطق المأهولة بالسكان في سقوط العديد من الضحايا ودمار كبير. 

كما واصل المسلحون الفلسطينيون في غزة هجماتهم المتفرقة على الجنود الإسرائيليين، مما أسفر عن وفيات كما قال رامز الأكبروف.

وحذر الأكبروف من أن هذا العنف يُعرّض وقف إطلاق النار الهش للخطر وحث كافة الأطراف على ضبط النفس والوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق. وأعرب عن تقديره للالتزامات التي أوفت بها الأطراف حتى الآن، والجهود الاستثنائية التي بذلها الوسطاء - مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة - في الحفاظ على الاتفاق.

كما أشار إلى الخطة المهمة التي اتخذها مجلس الأمن من أجل ترسيخ وقف إطلاق النار باعتماده القرار رقم 2803.

يأذن القرار بإنشاء "قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة" ويرحب بإنشاء مجلس السلام باعتباره "هيئة إدارية انتقالية ذات شخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تنمية غزة". 

منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة رامز الأكبروف(م الثاني من اليسار) يزور قطاع غزة.
UN News

وتطرق المسؤول الأممي إلى زيارته إلى غزة الأسبوع الماضي، حيث التقى بالنازحين والعاملين في المجال الإنساني، الذين قال إنهم يعملون بلا كلل على الأرض لتقديم المساعدة.

ونبه الأكبروف إلى أن الصورة لا تزال قاتمة: فبينما تحسّن توافر السلع الغذائية الأساسية وأسعارها، لا تزال مصادر البروتين الرئيسية، مثل الدجاج واللحوم والبيض، بعيدة عن متناول العديد من العائلات.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها لا يزالون يواجهون تحديات كبيرة في توفير مواد الإيواء كالخيام والبطانيات. ومع دخول أشهر الشتاء، أكد على ضرورة إيجاد حل عاجل لهذه التأخيرات.

مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة

من ناحية أخرى، أكد رامز الأكبروف الحاجة الماسة للانتقال من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى تمكين المجتمعات من إعادة بناء حياتها واستعادة الخدمات الأساسية.

وأشار في هذا الصدد إلى أن الاستعدادات جارية لعقد مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة، الذي قال إنه يُتيح فرصة لمواءمة أولويات التعافي مع رؤية أوسع لإعادة إعمار غزة. ورحب بقيادة مصر المُستمرة في هذا الجهد.

عنف المستوطنين يبلغ مستويات طارئة

بشأن الوضع في الضفة الغربية المحتلة، حذر الأكبروف من تصاعد التوسع الاستيطاني، وانتشار البؤر الاستيطانية، والعنف، بما في ذلك عنف المستوطنين، والتهجير، وعمليات الإخلاء بمستويات مثيرة للقلق.

ونبه إلى أن عنف المستوطنين بلغ مستويات طارئة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة سجلت - خلال موسم قطف الزيتون في تشرين الأول/أكتوبر - أعلى عدد من هجمات المستوطنين على الفلسطينيين منذ بدء رصدها - بمعدل ثماني هجمات يوميا.

وقد أدت هذه الهجمات، وفقا للمسؤول الأممي، إلى إصابة المزارعين، وتدمير أشجار الزيتون وسبل العيش. وفي كثير من الحالات، فشلت القوات الإسرائيلية في منع هذه الأعمال أو كانت متواطئة فيها. وفي حالات أخرى، واجه المستوطنون الإسرائيليون القوات الإسرائيلية بعنف.

وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم جميع الجهود الهادفة إلى إنهاء الاحتلال غير القانوني، وتطبيق حل الدولتين المتفاوض عليه القائم على خطوط ما قبل عام 1967 لتكون القدس عاصمة لدولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.