Breadcrumb
اليوم العالمي للطفل - أطفال غزة يتحدثون عمن وما فقدوه

الفتاة الفلسطينية هيا عرفات (16 عاما) فقدت جميع أفراد أسرتها، تقف بجوار منزلها المدمر تتذكر دفء الذكريات وحياتها فيه، وتقول لمراسلنا: "أهلي تحت هذه الأنقاض، أمي وأبي وأخوتي وجدتي وجدي، وعمي وزوجته وأولادهم. أتمنى من الله أن نستطيع إخراجهم، لم نتمكن من ذلك أثناء الحرب وأتمنى أن نستطيع فعل ذلك الآن".
الحياة صعبة بدون أم وأب وأخوة، كما تقول هيا: "من الصعب أن أكمل الحياة بدونهم، ولكني سأستمر في الحياة من أجلهم لكي أسعدهم في الدنيا والآخرة إن شاء الله".
تتحدث هيا عن اشتياقها لمنزلها "الدافئ" وتجمع العائلة وضحكاتهم فيه، ولحياتها قبل الحرب في غزة: "اشتقت لمدرستنا عندما كنت أذهب أنا وأخوتي إلى المدرسة، وكنا خلال الطريق نكون سعداء ونضحك، ولكن الآن الحمد لله كل شيء اختلف. سوف أكمل تعليمي وحدي وأكمل حياتي وحدي وأفعل كل شيء لوحدي بدون أهلي. سيكون هذا صعبا ولكنني سأحاول".
في الشارع القريب يحمل الأطفال أكياسا على ظهورهم يجمعون فيها الورق لاستخدامه في نيران الطبخ لعائلاتهم.
عبء آخر أصبح الأطفال في غزة يتحملونه هو تعبئة المياه النظيفة الصالحة للشرب وحمل أوعيتها الثقيلة إلى خيمهم أو منازلهم المدمرة التي يقيمون بها. هذا ما تفعله الطفلة سيلين الددا التي تحدثت مع مراسلنا وهي تملأ وعاءها: " بدلا من أن نعيش حياة الأطفال نقوم نحن بتعبئة المياه ونذهب إلى التكية (المطبخ المجتمعي) للحصول على الطعام، ونجمع الحطب. نأمل أن نعيش كباقي أطفال العالم - حياة طبيعية".
تقف سيلين على سطح منزلها المدمر تنظر إلى دمار مدينتها الممتد على مرمى البصر، وتقول: "بعد عامين من الحرب دُمرت منازلنا والحي الذي نسكن فيه وقُصفت مدرستنا، واستشهدت صديقاتي، والآن لا يوجد مكان نقيم فيه. لا نعرف إلى أين نذهب ولا في أي مكان نلعب أو نجلس لنتحدث معا. كل شيء دُمر".
يوسف نصار، طفل آخر اضطر إلى القيام بدور أكبر من سنه، بدلا من أن ينتظم بالدراسة ويلعب مع أصدقائه، يُضطر إلى العمل، يجلب أشياء بسيطة من السوق من حلوي وحاجيات أخرى ويبسطها على طاولة بسيطة آملا في جلب دخل بسيط يساعد به أسرته.
يقول يوسف لمراسلنا: "بدأت هذا العمل لكي أبيع وأساعد أهلي في المصروف اليومي، وعندما تنفد البضاعة اذهب إلى السوق لكي اتبضع من جديد. أتمنى أن أعود إلى مدرستي من جديد لأتعلم وألعب كرة القدم. أتمنى أن تعود الحياة كما كانت قبل الحرب".