تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قمة أممية في الرياض - هل يمكن للنمو الصناعي والعمل المناخي أن يسيرا جنبا إلى جنب؟

(أرشيف) أحد المشاركين في معرض الأعمال الخضراء الذي نظمته منظمة اليونيدو في مصر في 2024.
Khaled Abdul Wahab
(أرشيف) أحد المشاركين في معرض الأعمال الخضراء الذي نظمته منظمة اليونيدو في مصر في 2024.
هل يعني ارتفاع مستويات المعيشة في الدول النامية بالضرورة تزايد الصناعات الملوثة للبيئة المعتمدة على الوقود الأحفوري؟ أم أن هناك بديلا منخفض الكربون؟

في الوقت الذي يكافح فيه العالم لمواجهة تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، والتحولات التكنولوجية السريعة، فإن قمة الصناعة العالمية للأمم المتحدة - التي ستعقد الأسبوع المقبل في العاصمة السعودية الرياض - ستتناول هذه الأسئلة، وتجمع الحكومات وقادة الأعمال والمبتكرين لصياغة حلول تحقق التوازن بين الرخاء والاستدامة.

يجتمع أكثر من 3000 مشارك من أكثر من 150 دولة، بمن فيهم مسؤولون حكوميون، وقادة أعمال، ومبتكرون، في الفترة من 23 إلى 27 تشرين الثاني/نوفمبر، لمناقشة وتبادل الأفكار والمبادرات والخبرات التي تدور حول كيفية تسريع التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.

تنظم اليونيدو - وهي وكالة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية الصناعية – القمة التي تعد أحدث اجتماع يعقد كل عامين لمؤتمر اليونيدو العام، وهو الجهاز الأعلى لصنع السياسات في المنظمة، والذي يحدد المبادئ التوجيهية لها، ويوافق على الميزانيات وبرامج العمل، وينتخب أعضاء هيئاتها الإدارية. كما يعين المؤتمر كل أربع سنوات، المدير العام للمنظمة، وهو المنصب الذي يشغله حاليا السيد جيرد مولر.

اليونيدو وخلق فرص العمل

يمثل المؤتمر فرصة للدول الأعضاء لعرض مشاريعها ومبادراتها المتميزة في مجال التحول الصناعي. كما يشكل فرصة لتسليط الضوء على دور اليونيدو وجهودها في تحسين حياة الناس.

ومن الأمثلة على ذلك منطقة دوريس في ناميبيا، التي تأمل في إثبات قدرة الاقتصادات على خلق فرص عمل ناجحة للكثيرين، وليس فقط للقلة، دون الحاجة إلى الوقود الأحفوري.

قرية دوريس للهيدروجين الأخضر في ناميبيا.
© Daures Green Hydrogen Village

عند اكتمالها، ستنتج قرية دوريس للهيدروجين الأخضر - الهيدروجين والأمونيا بشكل مستدام من مصادر متجددة، والتي ستُستخدم في صنع أول سماد أخضر خال من الكربون في البلاد، مما يقلل الحاجة إلى الاستيراد.

صُمم المشروع ليعود بالنفع على المجتمع بأكمله، من خلال التدريب على البستنة وإنتاج المحاصيل، ومصنع لمعالجة معجون الطماطم يعمل بالطاقة الشمسية لتعزيز قيمة المنتجات الطازجة المحلية وخلق مزيد من فرص العمل المحلية. ومن المتوقع أن يستفيد أكثر من 1000 شخص من فرص عمل مستدامة وأمن غذائي.

قرية دوريس للهيدروجين الأخضر هي مثال على الطرق التي تعمل بها منظمة اليونيدو - الراعي الرئيسي للمشروع - مع دول الجنوب العالمي لتحقيق تنمية صناعية شاملة ومستدامة.

دور اليونيدو في التحول

تُعد قرية داوريس للهيدروجين الأخضر مجرد مثال واحد على كيفية عمل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) مع بلدان الجنوب العالمي لتحقيق تنمية صناعية شاملة ومستدامة.

تستفيد بلدان متنوعة مثل كوستاريكا والمغرب من البرنامج العالمي للهيدروجين في الصناعة التابع لليونيدو، والذي يساعد في التغلب على الحواجز وتطوير اقتصاد عادل ومستدام يكون الهيدروجين الأخضر في صميمه.

منصة للتحول

منذ إنشائها في عام 1966، دعمت اليونيدو التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة باعتبارها حجر زاوية للتقدم الاقتصادي والاجتماعي.

وفي القمة الصناعية المقررة الأسبوع المقبل ستتاح للوكالة التابعة للأمم المتحدة الفرصة لعرض كيفية تحقيق مهمتها المتمثلة في دعم البلدان النامية والاقتصادات الناشئة في بناء وتحويل صناعاتها.

تشمل القمة، التي يستضيفها مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، ثلاثة أيام من المنتديات المواضيعية حول قضايا حاسمة:

⬅️يوم الاستثمار والشراكات  – يسلط الضوء على التعاون الدولي والذكاء الاصطناعي كمحركين للتحول الصناعي.

⬅️يوم تمكين المرأة – يعرض القيادة النسائية في صياغة مستقبل الصناعة.

⬅️يوم الشباب والمواهب الشابة – يركز على الإبداع وريادة الأعمال للجيل القادم.

ستشمل الموضوعات المهمة الأخرى التي تتناولها القمة إزالة الكربون، والرقمنة، والأمن الغذائي، والنمو الشامل.

ما أهمية هذا الأمر؟

مع بدء العد التنازلي لقمة الرياض، ترتفع التوقعات بشأن التزامات وشراكات جريئة يمكنها أن تقود اقتصادا عالميا عادلا يرتكز على الاستدامة والمساواة والازدهار المشترك.

كما سيتناول المؤتمر المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ودور اليونيدو في نظام الأمم المتحدة الإنمائي المُصلَح، إلى جانب مناقشات حول التمويل والمنصات الرقمية لرصد النتائج.