Breadcrumb
غوتيريش: العالم يراقب بيليم ونجاح مؤتمر المناخ يتطلب شجاعة وتنازلات

في مؤتمر صحفي عُقد اليوم الخميس في بيليم، قال السيد غوتيريش إن تجاوز الحرارة العالمية - بشكل مؤقت - بأكثر من فوق 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة - وهو الحد المتفق عليه في اتفاق باريس للمناخ - "أصبح أمرا لا مفر منه"، مما سيؤدي إلى مزيد من الاحترار والجوع والكوارث والنزوح، "وزيادة خطر تجاوز نقاط التحول المناخي - مما يؤدي إلى أضرار لا رجعة فيها، بما في ذلك هنا في الأمازون".
لكن غوتيريش قال إن عكس هذا التجاوز - المتوقع حدوثه في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي- لا يزال ممكنا قبل نهاية القرن إذا اتُخذت إجراءات الآن.
وناشد بشدة جميع الوفود إبداء الاستعداد والمرونة للوصول إلى نتيجة عادلة للمؤتمر، تكون ملموسة بشأن تمويل التكيف، وموثوقة بشأن خفض الانبعاثات، وقابلة للتمويل، مضيفا أن هذا يتطلب تنازلات وشجاعة.
تمويل التكيف
وقال الأمين العام إن احتياجات التكيف تتزايد بشكل كبير - وإن التجاوز المتوقع سيدفعها إلى مستويات أعلى، ومع ذلك "فإن التزام الدول المتقدمة بمضاعفة تمويل التكيف هذا العام يتضاءل".
وشدد على ضرورة مضاعفة تمويل التكيف ثلاث مرات بحلول عام 2030 وزيادة رأس مال صندوق الخسائر والأضرار وتسهيل الوصول إليه.
وقال: "أحث جميع الممولين - الشركاء الثنائيين، وصناديق المناخ، وبنوك التنمية متعددة الأطراف - على تكثيف جهودهم ومنع وقوع مزيد من المآسي. الأمر يتعلق بالبقاء. إنه يتعلق بالعدالة. وبالنسبة للشعوب الأصلية، يتعلق الأمر أيضا بحماية الثقافات والأوطان التي تدعم النظم البيئية الحيوية لكوكبنا".
خفض الانبعاثات
قال غوتيريش إن تقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يُظهر أن المساهمات الوطنية المحددة حاليا - حتى لو طبقت بالكامل – تضع العالم على مسار يتجاوز بكثير درجتين مئويتين من الاحتباس الحراري، وهو ما يمثل "حكما بالإعدام على الكثيرين".
وأضاف أن الخطط الوطنية "يجب أن تكون حدا أدنى ليست السقف"، ودعا جميع الدول، وخاصة الدول ذات الانبعاثات الكبيرة، إلى اتخاذ إجراءات أسرع لخفض الانبعاثات بشكل جذري، مضيفا أن العالم "يجب أن يبدأ انتقالا عادلا ومنظما ومنصفا بعيدا عن الوقود الأحفوري - كما اتُفق عليه في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي".
وأضاف غوتيريش أن التحرك السريع يعني أيضا الاستثمار في البنية التحتية وتلبية الطلب الجديد على الكهرباء بالطاقة النظيفة. ودعا إلى إنشاء تحالف عالمي جديد بشأن الشبكات والتخزين والكهرباء "حتى تصل الطاقة النظيفة إلى الجميع في كل مكان وتصبح الخيار الأمثل".
كما سلّط الضوء على الحاجة إلى الحد من انبعاثات غاز الميثان، ووقف إزالة الغابات وعكس مسارها بحلول عام 2030 "حتى تبقى الطبيعة درعا لا ضحية".
تمويل موثوق
أكد الأمين العام أنه لا يمكن تحقيق أي من هذا دون تمويل مضمون يمكن التنبؤ به والوصول إليه، ودعا إلى مسار واضح للوصول إلى 1.3 تريليون دولار أمريكي من التمويل المناخي سنويا بحلول عام 2035، كما هو منصوص عليه في هدف باكو المالي.
وقال إنه يجب على بنوك التنمية متعددة الأطراف أن تلعب دورا حاسما، وأن تزيد من قدرتها الإقراضية بشكل كبير، وأن تستفيد من التمويل الخاص بسرعة وعلى نطاق واسع، إلا أن ذلك لا يزال يفتقر إلى الإرادة السياسية لاتخاذ القرارات اللازمة.
وأضاف: "إذا لم تتمكن البنية المالية الدولية من تلبية هذه اللحظة، فإن الإصلاح يصبح ضرورة، وليس خيارا".
ودعا السيد غوتيريش المفاوضين إلى الانخراط بحسن نية للتوصل إلى حل وسط طموح، واختتم حديثه قائلا: "يجب أن يكون حد الـ 1.5 درجة مئوية هو خطكم الأحمر الوحيد. هذه هي ساعة القيادة. تحلوا بالجرأة. اتبعوا العلم. ضعوا الناس فوق الربح. ورجاء ابقوا أعينكم على خط النهاية".