Breadcrumb
منظمة الصحة العالمية: مصر تحقق إنجازا تاريخيا بالقضاء على التراخوما

وهنأ مدير عام المنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس مصر على تحقيق هذا الإنجاز "وتحرير شعبها من التراخوما"، مؤكدا أن هذا الإنجاز يظهر "فعالية القيادة الوطنية المستدامة، والرصد الفعّال، والمشاركة المجتمعية في القضاء على مرض عانى منه البشر منذ القدم".
لا تزال التراخوما تمثل مشكلة صحية عامة في 30 دولة - وهي مسؤولة عن العمى أو ضعف البصر لدى حوالي 1.9 مليون شخص. وبحلول نيسان/أبريل 2025، يعيش 103 ملايين شخص في مناطق موبوءة بالتراخوما، ولا يزالون معرضين للخطر.
وكانت التراخوما قد وُثّقت في مصر منذ أكثر من 3000 عام. بدأت جهود الصحة العامة في أوائل القرن العشرين تحت قيادة طبيب العيون الرائد السير آرثر فيرجسون ماكالان، الذي أنشأ أول مستشفيات العيون في البلاد، ووضع حجر الأساس لمكافحة التراخوما عالميا. ومع ذلك، بحلول ثمانينيات القرن الماضي، كان المرض لا يزال يُصيب العديد من البالغين بالعمى، ويُصيب أكثر من نصف الأطفال في بعض مجتمعات دلتا النيل.
منذ عام 2002، سعت وزارة الصحة والسكان المصرية، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وجهات وطنية ودولية أخرى، إلى القضاء على التراخوما من خلال استراتيجية أقرتها المنظمة تتمحور على جراحة الشعرة، والمضادات الحيوية للقضاء على العامل المسبب، ونظافة الوجه، وتحسين البيئة.
وبين عامي 2015 و2025، أظهرت الخرائط والمراقبة الوطنية انخفاضا مطردا في التراخوما النشطة بين الأطفال، وغيابا لمضاعفات كبيرة لدى البالغين، مما جعل جميع المؤشرات أقل من عتبات منظمة الصحة العالمية.
سجل حافل في القضاء على الأمراض المعدية
وفي عام 2024، أدمجت مصر مراقبة التراخوما في نظامها الإلكتروني للإبلاغ عن الأمراض لضمان استجابات سريعة في المستقبل. قال الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان: "إن تخلص مصر من التراخوما يؤكد التزامها المستمر بتقديم رعاية صحية منصفة، والأثر التحويلي لمبادرات مثل حياة كريمة".
يمثل هذا القضاء الثاني لمصر على مرض مداري مهمل، بعد التصديق على القضاء على داء الفيلاريات اللمفي في عام 2018. وفي هذا الصدد، قال الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: "يُضاف هذا الإنجاز إلى سجل مصر الحافل في القضاء على الأمراض المعدية".
وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل التعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والعديد من الشركاء، بما في ذلك مؤسسة حياة كريمة، والمبادرة الدولية للتراخوما، ومنظمة سايت سيفرز.
وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "لقد أثبتنا معا أنه بالتعاون والمثابرة، يُمكن تحقيق القضاء على هذا المرض... واليوم، تُجسد مصر ما يُمكن تحقيقه بالإصرار والعزيمة".