Breadcrumb
مؤتمر المناخ - لا وقت لمزيد من التفاوض ويجب تكثيف العمل: ما هي القضايا الملحة وما المتوقع منه؟

يركز المؤتمر على وضع الالتزامات السابقة موضع التنفيذ، وزيادة تمويل العمل المناخي إلى 1.3 تريليون دولار سنويا، ومراجعة الخطط المناخية الوطنية، واعتماد مؤشرات التكيف مع تغير المناخ، ودفع أجندة الانتقال العادل.
"لا للمزيد من المفاوضات، حان وقت التنفيذ"
مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، يُوصف بأنه نقطة تحول ولحظة حقيقة، واختبار للتضامن، حيث يجمع قادة العالم والمفاوضين وسط دلائل متزايدة على أن الكوكب على وشك تجاوز الحد الأقصى لارتفاع درجة الحرارة المحدد في اتـفاق باريس للمناخ وهو 1.5 درجة مئوية زيادة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
يقول العلماء إن هذا التجاوز قد يكون قصير الأمد - إذا تحركت الدول بحزم لتسريع جهود التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه وتمويل العمل المناخي.
في كلمته التي ألقاها في قمة القادة التي سبقت المؤتمر، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "لم يعد هناك وقت للمفاوضات. لقد حان وقت التنفيذ، ثم التنفيذ، ثم التنفيذ".
تحت رئاسة البرازيل، يتمحور مؤتمر المناخ حول أجندة عمل تتضمن 30 هدفا رئيسيا، تُدار كل منها من قِبل "مجموعة تفعيل" مُكلفة بتحديد الحلول الفعالة وتوسيع نطاقها.
وقد أُطلق على هذا الجهد الجماعي اسم "mutirão" - وهي كلمة تستمد أصلها من الشعوب الأصلية وتعني "مهمة جماعية" - مما يعكس إصرار البرازيل على إبراز قيادة الشعوب الأصلية ومشاركتها طوال المؤتمر.
كيف يُمكن حشد الأموال الكافية؟
تقوم أجندات العمل في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ على أساس تعهدات طوعية، ويتطلب تحقيق الحجم اللازم للتحول المناخي ما لا يقل عن 1.3 تريليون دولار من الاستثمارات المناخية سنويا بحلول عام 2035.
وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، يتوقع العلماء ارتفاع درجات الحرارة العالمية بما يتراوح بين 2.3 و2.8 درجة مئوية بحلول عام 2100، مما يجعل مناطق شاسعة غير صالحة للسكن بسبب الفيضانات والحرارة الشديدة وانهيار النظم البيئية.
"تقرير خارطة طريق باكو إلى بيليم"، الذي أعدته رئاستا مؤتمري المناخ التاسع والعشرين في باكو والثلاثين في البرازيل، سيكون محور المناقشات في بيليم. ويحدد التقرير خمسة مجالات ذات أولوية لتعبئة الموارد اللازمة.
ومن بين المقترحات:
- تعزيز صناديق المناخ الستة متعددة الأطراف التي أُنشئت على مدى العقود الماضية،
- تعزيز التعاون الدولي في فرض الضرائب على الأنشطة شديدة التلوث،
- تحويل الديون السيادية إلى استثمارات مناخية، مما قد يُتيح ما يصل إلى 100 مليار دولار للدول النامية.
كما يدعو التقرير إلى إزالة العوائق، مثل بنود معاهدات الاستثمار التي تسمح للشركات بمقاضاة الحكومات لتبنيها سياسات مناخية قد تؤثر على المصالح التجارية. وفقا للتقرير، خسرت الحكومات بالفعل 83 مليار دولار أمريكي في 349 نزاعا من هذا القبيل.
ما المهم في مؤتمر الأطراف الثلاثين؟
◀️من المحاور الرئيسية في بيليم، الجولة الأخيرة من المساهمات المحددة وطنيا، وهي خطط المناخ الوطنية التي تحدد كيف تعتزم كل دولة خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
للحفاظ على الاحتباس الحراري دون 1.5 درجة مئوية، يجب خفض الانبعاثات بنسبة 60% بحلول عام 2030. ومع ذلك، فإن المساهمات الحالية لن تحقق سوى خفض بنسبة 10%.
◀️من المتوقع أيضا أن يوافق المندوبون في بيليم على 100 مؤشر عالمي لرصد التقدم المحرز في التكيف مع المناخ، مما يضمن نتائج قابلة للقياس والمقارنة بين البلدان. ويُتوقع أن تسهم البيانات الناتجة عن المؤشرات الجديدة في صياغة سياسات عامة أكثر شفافية وفعالية.
◀️مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، أصبح التكيف مع تغير المناخ ركيزة أساسية للعمل المناخي. ويشدد برنامج الأمم المتحدة للبيئة من ضرورة زيادة تمويل التكيف 12 ضعفا بحلول عام 2035 لتلبية احتياجات الدول النامية.
◀️سيسعى مؤتمر المناخ أيضا إلى تعزيز برنامج عمل الانتقال العادل في مجال المناخ، المصمم لضمان ألا تُعمّق تدابير معالجة أزمة المناخ التفاوتات الاجتماعية.
◀️تدعو منظمات المجتمع المدني إلى إنشاء "آلية عمل بيليم" لتنسيق تنفيذ جهود الانتقال العادل فيما يتعلق بالمناخ وتوسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا والموارد المالية للدول الأضعف.
ما أهمية مؤتمرات الأطراف؟
◀️يظل مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ - الذي يُعرف اختصارا بالحروف الأولى الإنجليزية كوب COP - المنتدى متعدد الأطراف الأبرز في العالم لمواجهة أزمة المناخ.
◀️يتم اتخاذ القرارات بالإجماع، مما يعزز التعاون العالمي في مجالات حيوية مثل التخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها والتمويل.
◀️على مر السنين، حققت هذه المؤتمرات نتائج بارزة. في عام 2015، حدد اتفاق باريس هدفا جماعيا يتمثل في إبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية "أقل بكثير من درجتين مئويتين" مع مواصلة الجهود للحد منه عند 1.5 درجة مئوية.
◀️في المؤتمر الثامن والعشرين في دبي، اتفقت الدول على التحول عن الوقود الأحفوري "بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة" ومضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
◀️في العام الماضي، في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في باكو، حددت الدول الأطراف هدفا جماعيا كميا جديدا بشأن تمويل المناخ، مما رفع الهدف السنوي للتمويل المخصص للدول النامية من 100 مليار دولار إلى 300 مليار دولار، بهدف زيادة هذا الهدف إلى 1.3 تريليون دولار.