تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إطلاق صندوق لحماية الغابات الاستوائية التي "تبث الحياة في كوكبنا"

يتم قطع أشجار الغابات للحصول على الأخشاب.
© Unsplash/Ingemar Johnsson
يتم قطع أشجار الغابات للحصول على الأخشاب.
تتلاشى الغابات الاستوائية، الحليف الأساسي في مكافحة تدهور المناخ، بمعدلات مثيرة للقلق. وفي محاولة لتغيير هذا الاتجاه، أطلقت البرازيل اليوم مبادرة جديدة خلال قمة قادة العالم في مدينة بيليم.

تأتي هذه الخطوة قبل انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ (COP30) الذي يبدأ في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، وتهدف إلى وضع حماية الغابات في صميم العمل المناخي العالمي.

يُعرف هذا الصندوق باسم "مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد"، وسيكافئ الدول التي تنجح في وقف إزالة الغابات. ويهدف إلى جعل قيمة بقاء الغابات أعلى من إزالتها.

وعبر هذا الصندوق، يمكن أن يُوجَه ما يصل إلى 4 مليارات دولار سنويا إلى ما قرابة 74 دولة.

وجود حيوي لاستقرار المناخ

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال في كلمته لدى إطلاق المبادرة: "الغابات الاستوائية تبث الحياة في كوكبنا. ومع ذلك، لا تزال تتعرض لهجوم بلا هوادة، حيث تُعامل على أنها ربح قصير الأجل، لا قيمة طويلة الأجل".

يبلغ إجمالي عدد البلدان المؤهلة للاستفادة من الصندوق 74 دولة، تضم مجتمعة أكثر من مليار هكتار من الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية. وتشمل المناطق ذات الأولوية الأمازون، والغابات الأطلسية، وحوض نهر الكونغو، ومنطقة ميكونغ، وجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا.

أمين عام الأمم المتحدة قال إن مرفق الغابات الاستوائية يمثل آلية جريئة لجعل الغابات القائمة أكثر قيمة من الأراضي المُزالة؛ مواءِمة الحفاظ على الغابات مع الفرص، والتضامن مع الرخاء المشترك. وشدد على أن "الغابات الاستوائية حيوية لاستقرار المناخ".

وقال غوتيريش: "معا، يمكننا ضمان بقاء الغابات الاستوائية إلى الأبد، كركائز أساسية لاستقرار المناخ والتنوع البيولوجي والصمود والسلام".

دعم المجتمعات المحلية

خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا عن الاستثمار الافتتاحي في الصندوق بمقدار مليار دولار.

وفي حديثها مع أخبار الأمم المتحدة خلال ذلك الأسبوع، أكدت المديرة التنفيذية لمؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ، آنا توني أن 20% من مدفوعات كل دولة ستذهب مباشرة إلى المجتمعات المحلية، مما يعزز التركيز على الشعوب الأصلية وغيرهم ممن يحمون الغابات في مجتمعاتهم وخارجها.

وأضافت: "هذا يظهر تصميم الحكومة البرازيلية ليس فحسب على الحفاظ على الغابات، وإنما أيضا على مكافأة من يحمونها، مع إيلاء اهتمام خاص للشعوب الأصلية".

فكرة بدأت قبل عامين

بدأ إنشاء الصندوق في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ في دبي عام 2023، وتُوّج بإطلاقه الرسمي الآن.

حتى الآن، انضمت خمس دول بها غابات استوائية إلى الصندوق، وهي كولومبيا، وغانا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإندونيسيا، وماليزيا.

وتشمل الدول المستثمرة المحتملة ألمانيا، والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا، والنرويج، والمملكة المتحدة، مما يسهم في آلية استثمار مختلطة تقسم فيها الأرباح بين المستثمرين والدول التي تمتلك غابات.

مساهمات بالمليارات

من المتوقع أن تُساهم الحكومات المستثمرة بمبلغ 25 مليار دولار خلال السنوات القادمة، مستفيدة من أكثر من 100 مليار دولار من مصادر خاصة.

وتقدر البرازيل أن الصندوق يمكن أن يدر حوالي 4 مليارات دولار سنويا، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف التمويل الميسر المتاح حاليا لحماية الغابات. ومع ذلك، لا يزال التمويل العالمي للغابات غير كاف.

ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، يجب أن يرتفع الاستثمار السنوي من 84 مليار دولار في عام 2023 إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2030 و498 مليار دولار بحلول عام 2050، مما يخلف عجزا سنويا قدره 216 مليار دولار.

ربط محفز

من خلال ربط المكافآت المالية بحفظ الغابات، يهدف مرفق "الغابات الاستوائية للأبد" إلى إحداث نقلة نوعية في الجهود العالمية الرامية إلى معالجة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.

كما تشير المبادرة إلى تحول نحو تمويل عادل وشامل وقابل للتنبؤ، مما يضمن وصول الدعم إلى أولئك الذين يحمون الغابات بأيديهم وقلوبهم وتراثهم.

وبعد انطلاقه الأسبوع القادم، يستمر مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ حتى 21 تشرين الثاني/نوفمبر. ويجمع قادة العالم والمفاوضين والجهات المعنية لتسريع وتيرة العمل بشأن تغير المناخ، مع التركيز هذا العام على الغابات الاستوائية والتمويل والحلول القائمة على الطبيعة.