Breadcrumb
السودان - نزوح الآلاف وسط حالة من الرعب في الفاشر والأمين العام يدعو لوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين

وخلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف اليوم الثلاثاء، أشارت مديرة مكتب المفوضية الفرعي في بورتسودان، جاكلين ويلما بارليفليت إلى تقارير تفيد بأن دخول قوات الدعم السريع إلى عاصمة شمال دارفور أثار خوفا واسع النطاق بين العائلات "التي نجت من 500 يوم من حصار ونزاع دون هوادة".
وقالت إن الفارين من المدينة واجهوا نقاط تفتيش مسلحة، وتعرضوا "للابتزاز، والاعتقالات التعسفية، والاحتجاز، والنهب، والمضايقة، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أثناء محاولتهم الوصول إلى بر الأمان".
وفي إحاطتها للصحفيين عبر الفيديو، أكدت السيدة بارليفليت الإبلاغ عن انتشار الاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات على يد الجماعات المسلحة أثناء الهجمات وأثناء فرارهن، إلى جانب تقارير عن عمليات إعدام مروعة في الفاشر.
كما أعربت عن قلق المفوضية البالغ إزاء محنة الفئات الضعيفة الأخرى، بمن فيهم الأشخاص من ذوي الإعاقة، وقالت: "تحث [المفوضية] بشدة جميع الأطراف على الامتناع عن ممارسة العنف، وخاصة الهجمات ضد المدنيين على طول طرق النزوح. من الواجب عدم استهداف المدنيين مطلقا، وضمان مرورهم الآمن".
ودعت بارليفليت إلى توفير ممرات آمنة وفورية ودون عوائق للجهات الإنسانية الفاعلة من أجل الوصول إلى المحتاجين، مؤكدة أن "الامتثال للقانون الدولي الإنساني واجب وليس خيارا".
وأفادت المفوضية وشركاؤها بوصول عائلات إلى طويلة من الفاشر، وهم يعانون من سوء التغذية والمرض والصدمات النفسية جراء رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، وخاصة الأطفال.
وأكدت أنها تقدم مساعدات إغاثية وخدمات أساسية للأسر النازحة، بما في ذلك المأوى والضروريات والمساعدة النقدية، وهناك مزيد من المساعدات التي تنتظر تأمين ممرات آمنة لها.
وقالت بارليفليت إن انقطاع الاتصالات بشكل كبير جعل من الصعب الحصول على آخر المعلومات من المدنيين الذين ما زالوا في الفاشر، كما أن انعدام الأمن الحالي يواصل إعاقة سبل الوصول، "مما يحول دون إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المحاصرين في المدينة دون طعام وماء ورعاية طبية".
وأكدت أن المفوضية، بالتعاون مع الوكالات الأممية وشركائها، تواصل جهودها لتقديم الدعم للسكان في جميع أنحاء السودان، على الرغم من انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية، إلا أن العملية الإنسانية تواجه نقصا حادا في التمويل، حيث لم يُموّل النداء الإنساني للعام الحالي سوى بنسبة 27%، في حين تستمر الاحتياجات في التزايد.
إدانة من المجتمع الإنساني
في غضون ذلك، أدان المجتمع الإنساني في السودان بأشد العبارات "الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على المدنيين والبنية التحتية المدنية والعاملين في المجال الإنساني في الفاشر وما حولها".
وأعرب الفريق الإنساني التشغيلي في السودان في بيان له عن "صدمته" إزاء التقارير الموثوقة عن انتهاكات واسعة النطاق، مضيفا أن المستجيبين المحليين في خطر شديد، "مع تقارير عن اعتقال أو مقتل بعضهم".
وفي المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المنظمة وشركاءها ما زالوا ملتزمين بتوسيع نطاق الدعم في جميع أنحاء دارفور "وإعادة ترسيخ وجودهم الميداني [في الفاشر]، عندما يكون ذلك ممكنا". إلا أنه أشار إلى أن الوصول إلى المدينة لا يزال محظورا، وأن "القدرة الإنسانية تتقلص باستمرار مع تزايد الاحتياجات".
وحث السيد دوجاريك المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين، ولضمان مرور آمن للعاملين الإنسانيين في السودان، والوصول الإنساني إلى الأشخاص المحاصرين في الفاشر، بالإضافة إلى زيادة التمويل لدعم العمليات الإنسانية في المدينة وفي أماكن أخرى من البلاد.
وأضاف: "نؤكد مجددا على ضرورة حماية المدنيين أينما كانوا، سواء قرروا البحث عن الأمان أو اضطروا إلى البقاء".
قلق بشأن التصعيد واستمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أعرب، مساء الاثنين 27 تشرين الأول/أكتوبر، عن القلق البالغ بشأن التصعيد العسكري الأخير في الفاشر.
وأدان بشدة التقارير التي تفيد بارتكاب انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وخروقات حقوق الإنسان، بما في ذلك الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين والبنية التحتية والعنف القائم على النوع الاجتماعي والهجمات بدوافع عرقية وإساءة المعاملة.
وفي بيان صحفي منسوب للمتحدث باسمه، جدد الأمين العام دعوته للإنهاء الفوري للحصار المفروض على الفاشر، والسماح بالوصول الآمن والعاجل وبدون عوائق للمساعدات الإنسانية وإلى جميع المدنيين المحتاجين.
وقال البيان إن الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دارفور، وعلى مدى أكثر من 18 شهرا، كانت بؤرة المعاناة، إذ إن مئات آلاف المدنيين عالقون في حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع مع حدوث خسائر في الأرواح كل يوم بسبب سوء التغذية والأمراض والعنف.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان، بما يسهم بشكل أكبر في الوضع المتردي، وطالب بإنهاء ذلك على الفور.
وجدد غوتيريش دعوته للوقف الفوري للأعمال العدائية، وحث القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الانخراط فورا مع مبعوثه الخاص للسودان رمطان لعمامرة، واتخاذ خطوات عاجلة وملموسة باتجاه تسوية متفاوض عليها.