تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تغطية شاملة: الأمين العام يؤكد ضرورة أن يكون مجلس الأمن جديرا بثقة العالم، والمجلس يناقش مستقبل الأمم المتحدة

الأمين العام للأمم المتحدة (على الشاشة) يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي في اجتماع حول مستقبل الأمم المتحدة في ذكرى تأسيسها الثمانين.
UN Photo/Manuel Elías
الأمين العام للأمم المتحدة (على الشاشة) يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي في اجتماع حول مستقبل الأمم المتحدة في ذكرى تأسيسها الثمانين.
يعقد مجلس الأمن اليوم الجمعة نقاشا مفتوحا لاستشراف مستقبل الأمم المتحدة، تزامنا مع مرور 80 عاما بالضبط على دخول ميثاق المنظمة حيز التنفيذ، وفي ظل مبادرة "الأمم المتحدة 80" لإصلاح المنظمة التي أُطلقت في آذار/مارس.

في مستهل الاجتماع، أصدر المجلس بيانا رئاسيا ذكَّر فيه بالمقاصد التي أُسست من أجلها الأمم المتحدة، بما في ذلك إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، وسلم بتعقيد التحديات والتهديدات التي تواجه السلام والأمن الدوليين

وأكد من جديد مسؤوليته الرئيسية عن صون السلام والأمن الدوليين بموجب مـيثاق الأمم المتحدة، وشدد في هذا السياق على ضرورة أن تلتزم جميع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والشركاء ذوي الصلة باحترام القانون الدولي، بما في ذلك الميثاق.

وسلم المجلس في البيان - الذي قرأه الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا حيث تترأس بلاده المجلس هذا الشهر - بالمساهمة الإيجابية للأمم المتحدة على مدى ثمانين عاما في التمسك بالميثاق، وكرر تأكيد أهمية اضطلاع أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها بأنشطتها وفقا لميثاق المنظمة.

وأكد مجلس الأمن أيضا من جديد التزامه بالدور المحوري الذي تؤديه الأمم المتحدة في الشؤون الدولية والنظام متعدد الأطراف بوصفها منتدى الحوار البناء بين دولها الأعضاء، وشدد على التزامه بتعزيز دور المنظمة في جميع ولاياتها وأنشطتها.

وقال المجلس في بيانه إنه إذ يسترشد بالمصلحة العامة للبشرية، فإنه يؤكد تصميمه على التمسك بميثاق الأمم المتحدة في جميع أنشطته والتزامه بالعمل عن كثب مع جميع الشركاء ذوي الصلة لكفالة التنفيذ التام والفعال والمتسق للميثاق بوصفه أداة لا غنى عنها في صون السلام والأمن الدوليين.

إصلاح ضروري

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان أول المتحدثين في الاجتماع، وقال في كلمة أمام المجلس عبر الفيديو أثناء جولته الآسيوية إن مجلس الأمن منحنا 80 عاما دون فوضى حرب لقوى عظمى، مضيفا: "المجلس ضرورة حيوية وقوة دافعة للخير".

لكنه أشار إلى أنه "في الوقت نفسه، شرعيته هشة. ففي كثير من الأحيان، رأينا أعضاء هذا المجلس يتصرفون خارج نطاق مبادئ الميثاق".

وقال غوتيريش: "إصلاح مجلس الأمن أمر ضروري، وقد طال انتظاره، للحفاظ على النظام والأمن العالميين. وهذا يشمل توسيع العضوية".

وأكد أن توسيع عضوية المجلس - المكون من 15 عضوا منهم 5 دائمو العضوية - لا يقتصر على العدالة فحسب، بل يتعلق أيضا بالنتائج، حيث يحمل في طياته القدرة على تجاوز الجمود، وتوفير الاستقرار في عالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد.

ونبه أمين عام الأمم المتحدة إلى أنه "بدون مجلس أمن ذي غرض، سيصبح العالم في خطر جسيم".

واستشهد بالرسالة التي تركها صانع أول صندوق اقتراع لمجلس الأمن، داخل الصندوق في عام 1946، والتي دعها فيها إلى أن يحقق المجلس السلام الدائم في جميع أنحاء العالم. وقال الأمين العام: "هذه الرسالة المتواضعة تُذكرنا بأهمية وجود مجلس الأمن: من أجل الشعوب".

وقال إنه من الواجب إنشاء هيئة قادرة على مواجهة تحديات الثمانين عاما القادمة؛ هيئة تحقق العدالة والأمان للجميع، مضيفا: "اجعلوا هذه القاعة جديرة بآمال كل رجل وامرأة وطفل".

روسيا

الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال إن الأمم المتحدة على مر الثمانين عاما الماضية شهدت نجاحات وإخفاقات، وإن أكبر خيبة أمل تتمثل في "عدم حل ما يمكن أن تكون أقدم قضية على أجندة الأمم المتحدة، وهي قضية فلسطين".

وأضاف: "رغم كل الجهود، لم نصل بعد إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعودة لاجئي فلسطين وتحقيق السلام في هذه الأرض التي عانت طويلا". وشدد على ضرورة عدم السماح بمحو تلك الإمكانية أو "استبدالها بمخططات أخرى تحرم الفلسطينيين من إقامة دولتهم".

واستعرض السفير الروسي بعض الحوادث التاريخية في مختلف أنحاء العالم خلال العقود الماضية، انتقد "أطرافا محددة" قال إنها أسندت لنفسها دور "الحكام العالميين، وأفراد الشرطة والقضاة"، الذين - وفق وصفه - حاولوا فرض عالم أحادي القطب بناء على قواعد وضعوها هم أنفسهم.

وذكر أن الانتهاك الممنهج والصارخ لمبدأ السيادة المتساوية للدول، يقوض الإيمان بالعدالة ويؤدي إلى نشوب الصراعات والأزمات. واتهم الغرب بتقسيم العالم بين "نحن وهم".

ونتيجة لذلك، قال السفير الروسي إن الكثير من مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ظلت فقط حبيسة الورق. وقال إن انتهاكات الميثاق وغير ذلك من قواعد القانون الدولي، تؤثر بشكل مباشر على دور الأمم المتحدة.

المملكة المتحدة 

نائب ممثل المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفير جيمس كاريوكي قال "فيما نحتفي بمرور ثمانية عقود على تأسيس الأمم المتحدة، تتجلى إنجازات هائلة تستحق التقدير".

وأكد أنه لم يسبق لمنظمة دولية أن بذلت جهدا أكبر في التاريخ في سبيل إنقاذ البشر من براثن الفقر، ومكافحة الأوبئة، والاستجابة للكوارث، وصون حقوق الإنسان، وتفادي الصراعات.

وأوضح السفير كاريوكي أن الأمم المتحدة حافظت على وقف إطلاق النار، وأمّنت اتفاقيات سلام من خلال مساعيها الحميدة، وساعدت في دعم الدول في كل شيء بدءا من بناء الدولة إلى إزالة الألغام وإجراء الانتخابات. لقد سهّلت اعتماد ما يقرب من 30 معاهدة نزع سلاح، وقدمت مساعدات إنسانية لأكثر من 100 مليون شخص كل عام من فلسطين إلى السودان وميانمار.

وقال إن بلاده، ومنذ البداية، التزمت بدعم الأمم المتحدة وميثاقها؛ فقد عُقد أول اجتماع لمجلس الأمن على الإطلاق في لندن في أوائل عام 1946.

وأكد السفير البريطاني أنه يقع على عاتق جميع الدول التزاما بالعمل وفقا لامتثال كامل لميثاق الأمم المتحدة. واختتم حديثه بالقول: "فقط من خلال الالتزام الجماعي والتقيد بالميثاق يمكننا التعلم من أهوال الماضي لمنع وحل النزاعات الآن وعلى مدى الثمانين عاما القادمة".

الدانمرك

المندوبة الدائمة للدانمرك لدى الأمم المتحدة السفيرة كريستينا ماركوس لاسن أكدت أن العالم أحرز تقدما هائلا منذ إنشاء الأمم المتحدة. لكنها أضافت أن أهداف ومبادئ المنظمة تعرضت في السنوات الأخيرة لتحديات جوهرية لم يسبق لها مثيل.

وقالت: "يجب علينا نحن، مجلس الأمن، أن نتأمل في قدرتنا على الوفاء بولايتنا"، داعية إلى ضمان ألا يقف حق النقض (الفيتو) عائقا أمام العمل لمنع الجرائم الفظيعة ووضع حد لها.

يُذكر أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن - الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا والصين - تتمتع بحق الفيتو بما يمكنها من منع اعتماد قرارات في المجلس إذا لم توافق عليها حتى إذا صوت لصالحها جميع الأعضاء الآخرين. 

وقالت سفيرة الدنمرك: "إن أعمال القتل والمعاناة والظلم في غزة وأوكرانيا والسودان وغيرها تلطخ إنسانيتنا، وتمثل عجزنا الجماعي عن مواجهتها".

ولفتت إلى أنه "يجب ألا نغفل عن حقيقة أن جوهر مهمة الأمم المتحدة يكمن في موظفيها"، مشيرة إلى العاملين في المجال الإنساني على الأرض الذين يقدمون المساعدات للمحتاجين، وحفظة السلام الذين يحمون المدنيين في النزاعات.

وشددت كذلك على أنه يجب أن تكون عملية اتخاذ القرار بشأن اختيار الأمين العام المقبل "شفافة وجامعة". وقالت: "حان الوقت لتولي امرأة قيادة هذه المنظمة".

جمهورية كوريا


السفير جيهون تشا، الممثل الدائم لجمهورية كوريا لدى الأمم المتحدة قال إن تاريخ بلاده الحديث لا ينفصل عن تاريخ الأمم المتحدة، فقد تحررت كوريا من الحكم الاستعماري في العام ذاته الذي تأسست فيه الأمم المتحدة، ونهضت من ندوب التقسيم والحرب بدعم من الأمم المتحدة.

وأضاف أنه بتوجيه من القيم العالمية للحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان - وهي المبادئ التي دافعت عنها الأمم المتحدة - تحولت كوريا من دولة متلقية للمساعدات إلى دولة مانحة. 

وسلط الضوء على ثلاثة نقاط مهمة:

أولا: يجب أن تستمر الأمم المتحدة في التطور والتكيف للحفاظ على أهميتها في عالم سريع التغير.
ثانيا: يجب فهم السلام كمسار متواصل.
ثالثا: يجب علينا الاستفادة من القوة الجامعة للأمم المتحدة بطريقة أكثر تركيزا.

وقال السفير الكوري إن الفصل التالي من الأمم المتحدة سيعتمد على تصميمنا الجماعي على تجديد هدفها وإبقاء مبادئها في صميم عملنا العالمي. وفي هذا الصدد، أعرب عن اعتقاده بأن مبادرة "الأمم المتحدة 80" توفر فرصة مناسبة لجعل الأمم المتحدة أكثر حيوية وتماسكا ومساءلة.

وأعرب السفير جيهون تشا عن أمله في أن يتمكن مجلس الأمن من التكيف مع هذه الديناميكيات المتغيرة وتعزيز فعاليته وتمثيله، بما في ذلك من خلال توسيع المقاعد غير الدائمة.

سيراليون

المندوب الدائم لسيراليون لدى الأمم المتحدة، مايكل عمران كانو أكد أن الأمم المتحدة على مر العقود ساعدت في تجنب كوارث عالمية وعززت الحوار بدلا من المواجهة وإنهاء الاستعمار والتنمية وحقوق الإنسان.

وأشار إلى استمرار استبعاد أفريقيا من التمثيل الدائم في مجلس الأمن، واصفا هذا بأنه "عدم عدالة ويتعارض مع نص وروح ميثاق الأمم المتحدة".

وتحدث عن الموقف الأفريقي المشترك بشأن عضوية مجلس الأمن والذي يطالب بمقعدين دائمين على الأقل ومقعدين إضافيين غير دائمين، مؤكدا أن "هذا ليس نداء للشفقة، بل نداء ومطلبا للشرعية، وهو أمر ذو صلة مباشرة بمصداقية المجلس وفعاليته".

وشدد على أن "مبادرة الأمم المتحدة 80" يجب ألا تكون احتفالية، بل التزاما ملزما بأن تكون الأمم المتحدة أكثر تمثيلا وفعالية وصمودا.

الولايات المتحدة

دوروثي شيا نائبة السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة تحدثت عن "الدور القيادي" الذي قامت به بلادها في تأسيس الأمم المتحدة، "وعملها داخل المنظمة على مر العقود لتعزيز السلام".

وقالت إن الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة فرصة للتأمل فيما آلت إليه المنظمة التي قالت إنها "لم تعد تسترشد بمهمة تأسيسها وضلت الطريق، وليست قادرة على معالجة الحروب التي لا تزال مستعرة في قارات متعددة".

وأكدت المندوبة الأمريكية على ضرورة أن يعمل مجلس الأمن أيضا بشكل أكثر فعالية لتحقيق الغرض من إنشائه. وقالت إن عمليات حفظ السلام يمكن أن تكون خيارا للتعامل مع التهديدات للسلم والأمن. ولكنها أضافت أن القيام بذلك بشكل فعال يتطلب تقديم الدعم السياسي القوي وتوفير القدرات التشغيلية للبعثات كي تتمكن من التكيف مع الديناميات السياسية والأمنية. وشددت على أهمية إعادة تقييم عمل البعثات التي تفشل في تحقيق عملها.

المندوبة الأمريكية قالت إن الأمم المتحدة يمكن أن تصبح أكثر فعالية وأهمية. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة منذ تأسيسها، وقالت إنها ستعطي الأولوية لضمان الحصول على "عائد قوي من هذا الاستثمار".

وشددت على أن اللحظة الراهنة حرجة بالنسبة للأمم المتحدة وأن القيادة الفعالة ستكون ضرورية لدفع الإصلاحات. وتحدثت عن عملية اختيار الأمين العام المقبل، وقالت إن بلادها تتطلع إلى أن يتولى المنصب من يشاطر رؤية إعادة الأمم المتحدة إلى "الغرض المؤسس لها وهو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".

سلوفينيا

مندوب سلوفينيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير صمويل زبوغار قال إن الكثيرين نسوا محتوى ميثاق الأمم المتحدة أو اختاروا تجاهله تماما. وأضاف أنه في موازاة ذلك، تتصاعد الصراعات إلى مستويات غير مسبوقة، مع خسائر غير مسبوقة في صفوف المدنيين ودون محاسبة.

وقدم زبوغار رؤية بلاده لمستقبل الأمم المتحدة والتي تقوم على حماية إنجازات الماضي، "وأن تكون هذه المنظمة مُجهزة لإدراك ومعالجة التحول العالمي العميق الذي نشهده".

وقال: "إن أفضل خيار للإنسانية لمواجهة المستقبل والتحديات التي يحملها، هو الحفاظ على مظلة الأمم المتحدة وتعزيزها".

وشدد على أنه لكي تعمل الأمم المتحدة بفعالية، "يجب أن يكون كل واحد منا على استعداد لتجاهل خلافات بعينها".

وأكد على تعزيز الأمم المتحدة بفعالية أكبر من خلال التخلي عن المعايير المزدوجة.

فرنسا

مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة جيروم بونافون شدد على أن احترام القانون الدولي ضرورة ملحة، وهو "شرط المجتمع الدولي المتحضر، وضمان احترام حقوق الجميع".

وأشار إلى أنه مع اتساع رقعة الصراعات، تتضاعف أزمات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، "التي تُنتهك بشكل خطير في غزة وأوكرانيا والسودان".

وأكد دعم بلاده للآليات التي أنشأتها الأمم المتحدة، وكذلك عمل المحكمة الجنائية الدولية، التي تعد "ركيزة من ركائز النظام العالمي للعدالة الجنائية الدولية".

وشدد على أن الأمم المتحدة تساهم في حفظ السلام من خلال خبرتها الاستراتيجية والعملياتية، مضيفا "فلنحافظ على هذه الأداة المجربة بتطوير أساليب عملها".

وقال بونافون: "إن ترسيخ القانون وتجديد الأدوات المتاحة للأمم المتحدة هما ما سيجعلان عملنا الجماعي أكثر فعالية".

الصين

مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ لفت إلى أن "نظام الحوكمة العالمية يتعرض لضغوط شديدة، وأن الأمم المتحدة وصلت إلى مفترق طرق حيث أصبحت الكثير من الأمور على المحك".

وأشار إلى مبادرة بلاده للحوكمة العالمية التي وصفها بأنها "الحل الصيني لمعالجة عجز الحوكمة العالمية المتزايد".

ودعا إلى التمسك بالمساواة في السيادة، والالتزام بسيادة القانون الدولي، وممارسة التعددية، وتأييد نهج يركز على الإنسان، والتركيز على تبني إجراءات فعلية من أجل تحقيق نتائج أكثر وضوحا.

وقال إنه بالنظر إلى الثمانين عاما القادمة، "بدلا من الكلام، علينا أن نطبق ما نقول وندعم الأمم المتحدة وهي تنطلق نحو بداية جديدة. علينا بناء أمم متحدة تحمي السلام والأمن".

ودعا السفير الصيني إلى تعزيز صوت وتمثيل الدول النامية، وخاصة الدول الصغيرة ومتوسطة الحجم. وقال: "سنستبدل الحرب والعدوان بالحوار والتشاور، ونتغلب على المواجهة بالتضامن والتعاون".

الصومال

أمام مجلس الأمن الدولي، عاد البروفسير أحمد بوتان دكار كبير مستشاري البعثة الدائمة للصومال بذاكرته إلى وقت تأسيس الأمم المتحدة والشعور بالأمل الذي ساد العالم عام 1945، ومغزى ذلك لدى الدول المُستعمرة. وقال إن الندوب التي تحملها شعوب تلك الدول ناجمة عن "صانعي الخرائط الذين قسموا قارتنا إلى أجزاء، وندوب المحاربين من أجل الحرية الذين جمعوا شملها".

وقال إن وفد الصومال ينظر إلى الوضع الحالي لمجلس الأمن، بقلق عميق. وذكر أن "الصراع المستمر" في غزة دليل واضح على القصور الجماعي. وأضاف أن مجلس الأمن "عندما يقف مشلولا في وجه مثل هذه المعاناة الإنسانية"، فإنه يفعل أكثر من خسارة ولايته إذ يُقوض أسس ميثاق الأمم المتحدة.

وشدد على ضرورة التعامل مع حقيقة أن "هيكل مجلس الأمن قد عفا عليه الزمن" ولا يعكس الواقع المتغير للعالم. وأشار إلى التغييرات الكبيرة التي طرأت على النظام العالمي مع قيام القوى الناشئة بأدوار مهمة بشكل متزايد على الساحة الدولية.

وتطرق إلى نطاق التحديات التي يواجهها العالم، ومنها الإرهاب والحروب الإلكترونية، وأكد أهمية أن يستجيب الهيكل الأمني الدولي بنهج جامع وفعال وشرعية جديدة، داعيا إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي.

بنما

نائب المندوب الدائم لبنما لدى الأمم المتحدة ريكاردو موسكوزو شدد على أن استخدام حق النقض (الفيتو) يجب أن يكون استثنائيا ومتوافقا مع الميثاق. وقال إن بلاده تدرك أن عمليات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة ضرورية وتظل حجر الزاوية في صون السلام والأمن الدوليين.

وأعرب عن استعداد بنما لاستضافة مزيد من الوكالات الأممية والكوادر، مما يضمن للمنظمة مواصلة العمل على تعزيز التعددية والمساهمة في حل النزاعات.

وقال كذلك إنه "من غير المعقول والمستهجن أن يستمر انعدام الأمن الغذائي والمجاعة في هذا الوقت الذي حققت فيه البشرية كل هذا التقدم التكنولوجي، والذي تتوفر فيه موارد اقتصادية أكثر".

وأوضح أن الصراعات في السودان وغزة وأوكرانيا، والتحولات السياسية في مناطق أخرى، "تدعونا إلى تجديد الجهود لإحياء الأمم المتحدة، مستفيدين من الخبرة، مع إدراكنا للحاجة إلى قيادة جديدة على جميع المستويات لضمان استمرار هذا المشروع".

اليونان

سفيرة اليونان لدى الأمم المتحدة أغلايا بالتا قالت إن النقاش الذي يعقده مجلس الأمن اليوم يأتي في لحظة فارقة للأمم المتحدة. وقالت إن مبادرة "الأمم المتحدة 80" - التي أطلقها الأمين العام - هي نداء طموح لإصلاح المنظمة وجعلها أكثر فعالية وشفافية ومساءلة.

وذكرت أن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة تتعرض لضغوط كبيرة في الوقت الراهن، بما في ذلك انتهاكات سيادة الدول والسرديات التي تهدد بتقويض أسس الأمن المشترك. 

وقالت: "للأسف، فإن عضوا دائما في مجلس الأمن - وهو العضو الذي عقد هذا الاجتماع - أطلق منذ أكثر من 3 سنوات حربا عدائية غير شرعية على نطاق واسع ضد أوكرانيا لها تداعيات مدمرة على المدنيين الأوكرانيين وآثار طالت المنطقة والعالم بأسره".

وأكدت التزام بلادها بضمان السلام الدائم والعادل في أوكرانيا استنادا إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وشددت على ضرورة أن يبقى القانون الدولي، حجز الزاوية في تحقيق الاستقرار والسلام.

وقالت السفيرة اليونانية إن الأمم المتحدة تواجه أزمة عميقة في الوقت الراهن وإن معالجتها تتطلب تعزيز الحوار والتعاون بين مجلس الأمن والجمعية العامة وضمان تطبيق الحلول المشتركة لا الإجراءات الأحادية.

وانتقدت الاستخدام المتكرر للفيتو في مجلس الأمن بما يؤدي إلى تراجع عمله، مؤكدة على ضرورة تقييد استخدام هذا الحق وخاصة عند ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.

الجزائر

السفير عمار بن جامع الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة قال إن "التنفيذ الكامل لميثاق الأمم المتحدة يواجه تحديات خطيرة، بما في ذلك الانتهاكات المتكررة لأهدافه ومبادئه، والنهج الانتقائية في التعامل مع القانون الدولي، والمعايير المزدوجة التي تبرز الانقسامات المستمرة داخل المجتمع الدولي".

وشدد على ضرورة أن يكون تطلع أفريقيا إلى التمثيل الكامل في مجلس الأمن محور أي إصلاح، مضيفا: "فقط عبر مجلس أمن أكثر تمثيلا وديمقراطية وإنصافا، يمكن تعزيز شرعيته ومصداقيته وعزيمته الجماعية".

ودعا كذلك إلى تمكين الجمعية العامة للأمم المتحدة من القيام بدورها المناسب في تعزيز الدبلوماسية الوقائية والوساطة والتسوية السلمية للنزاعات.

وقال بن جامع: "مستقبل الأمم المتحدة يجب أن يسترشد بالتضامن المتجدد والتعاون متعدد الأطراف. إنه السبيل الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدما"، موضحا أن هذا هو الهدف الذي يعطي الأولوية للحوار مقابل المواجهة، والتوافق مقابل الانقسام، والعدالة مقابل الانتقائية وازدواجية المعايير.

باكستان

سفير باكستان لدى الأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد أكد أهمية العمل متعدد الأطراف، والنظام الدولي الذي أقيمت على أساسه الأمم المتحدة. وقال إن المنظمة على مدى العقود الماضية كانت ركيزة لا غنى عنها للنهوض بالأهداف المشتركة سعيا لتحقيق السلام، والأمن وحقوق الإنسان والعدالة.

وأضاف أنها تركت بصمة لا تُمحى على كل أبعاد العلاقات الدولية. وتحدث عما يشهده العالم حاليا من تعاظم الاختلافات وتقويض القانون الدولي وازدياد هشاشة الاقتصاد العالمي ومظاهر انعدام الثقة بين القوى العظمى بالإضافة إلى ظهور التكنولوجيات الجديدة وإعادة تشكيل المشهد العالمي.

وذكر أن العمل متعدد الأطراف يواجه اختبارا هائلا، رغم الأهمية القصوى للتعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية. ودعا إلى تعزيز دور الأمم المتحدة، وقال إن المنظمة - وهي الأكبر تمثيلا وتعبيرا الأكبر عن العمل متعدد الأطراف - هي المنصة الأساسية لمواجهة القضايا العالمية متعددة الأبعاد.