تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أجواء تفاؤل مع الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة والأمم المتحدة تستعد لإغاثة واسعة النطاق

أطفال يصطفون للحصول على الطعام في مطبخ مجتمعي في دير البلح.
UNOCHA/ Olga Cherevko
أطفال يصطفون للحصول على الطعام في مطبخ مجتمعي في دير البلح.
في الوقت الذي يحتفل فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالإعلان عن اتفاق لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة بناء على المقترح المقدم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكدت الوكالات الإنسانية الأممية استعدادها لغمر القطاع المتضرر من المجاعة بإمدادات الإغاثة، وحثت على الإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

 أولغا تشيريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قالت إن هناك "أجواء إيجابية وفرحة بالغة في غزة هذا الصباح، وطوال الليل، حيث كان هناك صفير وتهليل واحتفال".

وفي حديثها إلى أخبار الأمم المتحدة اليوم الخميس من القطاع المدمر، أكدت تشيريفكو أن الأولويات الإنسانية العاجلة لا تزال دون تغيير: "الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا بالمساعدات، يجب أن ندخل الإغاثة الآن بكميات كافية، وأن نتمكن من إيصالها إلى المحتاجين... من البديهي أن أي قدر من المساعدات الإنسانية لن يحل محل السلام. لذا، فإن هذا الاتفاق أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وأكدت أن الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لديها حوالي 170 ألف طن متري من الأغذية وإمدادات المأوى والأدوية وغيرها من المواد الأساسية تنتظر في المخازن خارج غزة.

وأوضحت المتحدثة باسم مكتب الأوتشا أنه يمكن تحميل هذه المواد على شاحنات ودخولها القطاع فور تطبيق وقف إطلاق النار، مضيفة أن القتال لم يتوقف بحلول صباح الخميس.

وقالت: "نتطلع إلى معرفة دورنا في المستقبل وكيفية إيصال هذه المساعدات بسرعة وكفاءة إلى الناس الذين هم في أمس الحاجة إليها الآن".

مسار سياسي لإنهاء الاحتلال، ولتحقيق حل الدولتين

أرشيف: الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث للصحفيين في المقر الدائم للأمم المتحدة.
UN Photo/Eskinder Debebe

اليوم جدد الأمين العام للأمم المتحدة ترحيبه بالإعلان عن اتفاق لتأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة. وقال إن الجميع انتظر طويلا هذه اللحظة، داعيا إلى اغتنامها بشكل حقيقي.

وأشاد الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية، وقطر، ومصر، وتركيا في التوسط لتحقيق هذا الإنجاز الذي تشتد إليه الحاجة.

وحث جميع الأطراف على الامتثال الكامل لبنود الاتفاق، واغتنام الفرص التي يقدمها. وقال: "يجب الإفراج عن جميع الرهائن بصورة كريمة. يجب تأمين وقف إطلاق النار الدائم. يجب وقف سفك الدماء نهائيا".

وأكد أن الأمم المتحدة ستقدم دعمها الكامل، وقال إنها مستعدة مع شركائها للتحرك الآن. وأضاف: "لدينا الخبرة، وشبكات التوزيع، والعلاقات المجتمعية، التي تتيح لنا العمل. الإمدادات موجودة، وفرقنا على أهبة الاستعداد. نستطيع توسيع نطاق المساعدات من الغذاء والماء والصحة والمأوى فورا".

كما حث الجميع على اغتنام هذا الزخم لإرساء مسار سياسي ذي مصداقية للتحرك قدما نحو إنهاء الاحتلال، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وتحقيق حل الدولتين. "مسار نحو سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ونحو تحقيق سلام وأمن بشكل أوسع في الشرق الأوسط". المزيد عن بيان الأمين العام على الرابط
 

المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يقدم إحاطة لمجلس حقوق الإنسان.
UN Human Rights Council/Marie Bambi

عدالة انتقالية شاملة

من جانبه، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك جميع الدول إلى العمل بشكل جماعي لضمان تنفيذ خطة وقف إطلاق النار "بحسن نية".

وقال إن جميع الأفعال على مسار التحرك قدما، يجب أن تسترشد بالأهداف الملحة المتمثلة في إنهاء القتل والتجويع والتدمير، وضمان العودة الآمنة والكريمة للرهائن والفلسطينيين المعتقلين تعسفيا.

وأشار إلى أن الاحتياجات الإنسانية والمتعلقة بالحماية في غزة هائلة. وشدد على ضرورة إتاحة الوصول للمساعدات، والعاملين في مجالات الإغاثة والحماية، وللصحفيين الدوليين ومراقبي حقوق الإنسان الدوليين.

وأكد أيضا ضرورة تسليط الانتباه على الوضع في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وفي إطار جهود التعافي، أكد السيد تورك على الحاجة إلى عملية عدالة انتقالية شاملة، "مع المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة والتجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني التي شهدناها".

وحث على وضع حد "لخطاب الحرب والكراهية السام"، مؤكدا أن تحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وضمان قدرة الفلسطينيين والإسرائيليين على العيش في سلام وأمن يجب أن يظل الهدف النهائي لهذه العملية.

"أخيرا، بصيص أمل"

رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك متحدثة للصحفيين في نيويورك.
UN News

 

"بعد 700 يوم من الموت والدمار واليأس"، قالت رئيسة الجمعية العامة أنالينا بيربوك إن هناك اليوم "أخيرا بصيص أمل"، مضيفة أنه يجب اغتنام الفرصة لتنفيذ شروط اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بالكامل وإنهاء الحرب في غزة.

وأضافت أن وقف إطلاق النار الدائم يمكن أن يفتح أخيرا طريقا للسلام، "بإنهاء حكم حماس في غزة، وإنهاء الاحتلال، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وكذلك بأمن دولة إسرائيل من قبل المنطقة بأسرها".

وقالت إن الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني لا يمكنهم العيش بسلام وأمن وكرامة دائمة إلا "عندما يعيشون في دولتين، يعترف كل منهما بالآخر ويضمن سلامه وأمنه وكرامته".

Tweet URL

فرق الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد

منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر دعا إلى "إخراج الرهائن وزيادة المساعدات بسرعة"، مضيفا: "فرقنا مجهّزة بالكامل لتسيير الشاحنات على نطاق واسع وإنقاذ الأرواح. إنهم بحاجة إلى وصول آمن".

أما المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، فقال إن الاتفاق على وقف إطلاق النار أخيرا في غزة وإطلاق سراح الرهائن "يعد مصدر ارتياح كبير". 

وأضاف أن ذلك سيريح "الأشخاص الذين نجوا من أسوأ قصف وتشريد وفقدان وحزن لمدة عامين طويلين"، مضيفا أنه بعد محنتهم المريعة، سينضم الرهائن والمعتقلون الفلسطينيون أخيرا إلى عائلاتهم.

وأكد السيد لازاريني أن فرق الأونروا في غزة أساسية لتنفيذ الاتفاق، بما في ذلك توفير الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم. ودعا جميع الدول الأعضاء إلى دعم الوكالة للقيام بعملها لمساعدة المحتاجين في الفترة الحرجة القادمة.

وشددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، على أن الوصول الإنساني غير المقيد ضروري للغاية لتقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة. وقالت: "برنامج الأغذية العالمي موجود على الأرض ومستعد لتوسيع نطاق عملياته، ولكن علينا التحرك الآن - لا وقت لدينا لنضيعه".

كما رحب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالإعلان عن الاتفاق، مسلطا الضوء على الاحتياجات "الماسة" التي لا تزال قائمة للمرضى في جميع أنحاء غزة. وأكد أن المنظمة مستعدة لتوسيع نطاق عملها "ولدعم إعادة تأهيل النظام الصحي المدمر".