تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمم المتحدة: أهوال 7 أكتوبر لا تنسى، لكن الردّ غير المتناسب يجب أن يتوقف الآن

UN Photo/Manuel Elías
مبنى المقر الدائم للأمم المتحدة المطل على "النهر الشرقي" في مدينة نيويورك الأمريكية.
جددت الأمم المتحدة إدانتها "للعنف الذي لا يوصف" الذي ارتكبته حماس قبل عامين في إسرائيل. وقالت منظمة اليونيسف إن "أهوال السابع من تشرين الأول/أكتوبر لا تُنسى أبدا"، إلا أنها شددت على أن "الردّ غير المتناسب الذي تلا ذلك ولا يزال مستمرا اليوم يجب أن يتوقف، ويجب أن يتوقف الآن".

هذا ما جاء على لسان المتحدث باسمها ريكاردو بيريس، خلال مؤتمر صحفي عُقد في جنيف اليوم الثلاثاء، استذكر فيه "الذين قتلوا بوحشية" عندما شنّت حماس هجومها واسع النطاق في إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1250 شخصا، بينهم أطفال ونساء، واختطف أكثر من 250 شخصا ونقلوا إلى غزة.

وفيما دعا السيد بيريس إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين سالمين، قال إن اليوم "هو أيضا اليوم الذي نطالب فيه إسرائيل بوقف القتل العشوائي للأطفال في جميع أنحاء قطاع غزة".

وأكد أن الأطفال دفعوا الثمن الأعلى للأزمة، حيث أفيد بمقتل أو تشويه 61 ألفا منهم، "أي بمعدل طفل واحد يقتل أو يشوّه كل 17 دقيقة". وأضاف أن هذا "رقم مُريع وغير مقبول، وما زلنا نتعايش معه حتى اليوم".

الإفراج عن الرهائن وحماية المدنيين وإدخال الإغاثة

من جانبه، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر إنه بعد مرور عامين على تنفيذ حماس والجماعات المسلحة الأخرى "تلك الهجمات البغيضة في إسرائيل، فإن الألم لا يوصف".

وجدد في بيان صحفي دعوته للإفراج الفوري غير المشروط عن جميع الرهائن، مضيفا أنه "حتى ذلك الحين، يجب معاملتهم بإنسانية".

وقال السيد فليتشر إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين قُتلوا، ويعاني مئات الآلاف من الجوع والتشرد. وجدد دعوته لوقف إطلاق نار فوري في غزة، وحماية جميع المدنيين، وتدفق المساعدات الإنسانية بحرية على النطاق المطلوب.

وقال: "هناك الآن بصيص أمل في إمكانية حدوث ذلك. يجب أن نبقيه حيا".

دعوة للمساءلة

قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن "الحزن والمعاناة والألم العميق والهائل هو واقع يعيشه الكثيرون منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023"، مضيفا أن سكان غزة "لم يعرفوا سوى الدمار والتشريد والقصف والخوف والموت والجوع" منذ ذلك اليوم.

"ومع مرور عامين على بداية هذا الكابوس"، دعا السيد لازاريني مجددا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين، ووقف فوري لإطلاق النار، وإيصال الإمدادات الإنسانية الأساسية دون قيود وعلى نطاق واسع، بما في ذلك من خلال الأونروا.

كما دعا إلى المساءلة والعدالة "لمحاسبة جميع المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في 7 تشرين الأول/أكتوبر وما بعده"، مضيفا أنه لا مخرج آخر من "هذه الهاوية وهذه الفوضى".

الأطفال حديثو الولادة يتشاركون الأكسجين

المتحدث باسم اليونيسف ريكاردو بيريس قال إن الأطفال في غزة يعانون "جسديا وعقليا منذ فترة طويلة جدا"، ويتعرضون "لأهوال لا ينبغي لأي طفل أن يراها أو يعيشها".

ومع ترحيبه بالخطط الأمريكية "التي توحي ببصيص أمل"، أشار إلى أن زملاءه يفيدون باستمرار العنف، وأن الأطفال يموتون جراء القصف والغارات الجوية.

وقال بيريس إن اليونيسف مُنعت من جلب حاضنات وأجهزة تنفس صناعي من شمال قطاع مع نقلها 20 من الأطفال الخدج من المنطقة. وقال إن الأطفال يتشاركون أقنعة الأكسجين للبقاء على قيد الحياة، ومع ذلك لا تزال الطلبات تُرفض "يوما بعد يوم، وما زلنا ننتظر اليوم، على أمل أن يحدث ذلك".

وأكد أن "واحدا من كل خمسة أطفال يولدون في غزة يولد قبل أوانه دون وجود البنية التحتية اللازمة لاستقبالهم والحفاظ على سلامتهم وحياتهم".

المدنيون يتحملون أعباء القتال

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال إن العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما فيها الغارات الجوية، استمرت في عدة مواقع في غزة مما أدى إلى وقوع مزيد من الضحايا المدنيين ونزوح واسع وتدمير للبنية الأساسية الحيوية.

ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة قال إن التقارير أفادت بإطلاق صاروخ في وقت سابق اليوم من غزة باتجاه إسرائيل، مع عدم وجود أي إصابات أو أضرار.

وأضاف دودجاريك أن المدنيين يواصلون تحمل أعباء الأعمال القتالية والتدمير والنزوح الواسع، وأن النساء والفتيات يتعرضون للمخاطر بشكل خاص.

وأفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه أمس بزيادة حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي في غزة بنسبة 26% بين يوليو وأغسطس، مع زيادة حالات الاستغلال الجنسي والعنف الأسري والإيذاء الاقتصادي.

ولفت دوجاريك النظر إلى أن تجدد العمليات الهجومية في مدينة غزة ساهم في انهيار نظام الإحالات المتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما ترك النساء والفتيات غير قادرات على الوصول الآمن إلى الدعم.

ورغم التحديات، يواصل الشركاء المستجيبون للعنف القائم على النوع الاجتماعي في مدينة غزة - والكثيرون منهم نازحون ومتضررون هم أنفسهم - تقديم الدعم النفسي الاجتماعي وغير ذلك من خدمات أينما ومتى كان ذلك ممكنا.

وأشار المتحدث الأممي إلى أن العاملين في مجال الإغاثة يواجهون عقبات شديدة تمنعهم من تقديم المساعدات المنقذة للحياة على النطاق المطلوب. كما يعيق النهب - بما في ذلك من جهات مسلحة - العمليات الإنسانية.