تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مع بلوغ كولومبيا نقطة تحول، الأمم المتحدة تدعو إلى تعزيز مكاسب السلام

ميروسلاف جينكا، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا، يتحدث في اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في البلاد.
UN Photo/Eskinder Debebe
ميروسلاف جينكا، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا، يتحدث في اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في البلاد.
في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي في منصبه الجديد، أكد الممثل الخاص للأمين العام في كولومبيا ميروسلاف ينتشا التزام الأمم المتحدة الراسخ بدعم عملية السلام في البلاد، التي بدأت منذ تسع سنوات.

وفي كلمته اليوم الجمعة، شكر الدبلوماسي والمفاوض المخضرم - الذي تم تعيينه حديثا - حكومة كولومبيا على تعاونها المستمر مع "بعثة الأمم المتحدة للتحقق"، وشدد على الدور المحوري لمجلس الأمن في التقدم المحرز حتى الآن في البلاد.

وأكد السيد ينتشا أن التنفيذ الشامل لاتفاق السلام لا يزال حجر الزاوية في الجهود المبذولة لترسيخ السلام الدائم في كولومبيا، والذي أنهى رسميا عقودا من الصراع بين متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية - الجيش الشعبي (فارك) والقوات الحكومية.

زيارة تحضيرية

عقب تعيينه، قام السيد ينتشا بزيارة تحضيرية إلى كولومبيا في أيلول/سبتمبر، حيث التقى بمجموعة واسعة من الجهات المعنية، بمن فيهم مسؤولون حكوميون، وموقعون على اتفاق السلام، ومقاتلون سابقون، وممثلون عن المجتمع المدني.

وأشاد بالتقدم الملحوظ المحرز في مجالات رئيسية مثل الإصلاح الريفي، وإعادة الإدماج، والعدالة الانتقالية، مسلطا الضوء في الوقت نفسه على التحديات المستمرة، لا سيما في مجالي الأمن والدعم المالي.

ورحب الممثل الخاص بالعملية التي شهدت هذا الشهر صدور أول الأحكام بموجب تدابير العدالة الانتقالية من قبل السلطة القضائية الخاصة للسلام، واصفا ذلك بالمعلم التاريخي في السعي إلى الحقيقة والعدالة والجبر.

وقال: "تسبب النزاع في معاناة لا حصر لها للضحايا وعائلاتهم. وتسفر عملية العدالة الانتقالية عن إدانات غير مسبوقة وقبول بالمسؤولية من قبل مرتكبي الجرائم الخطيرة، مع إشراك الضحايا في العملية وتوفير سبل الانتصاف لهم من خلال إجراءات إصلاحية ينفذها الجناة".

الإسراع في تنفيذ الأحكام

وحثّ السيد ينتشا الحكومة على ضمان تنفيذ الأحكام على وجه السرعة، بما في ذلك إجراءات مثل إزالة الألغام، والبحث عن المفقودين، ومشاريع البنية التحتية المجتمعية.

وأعرب الممثل الخاص عن قلقه إزاء تجدد أعمال العنف في بعض المناطق، مؤكدا أن انعدام الأمن لا يزال يُشكّل التهديد الأكبر للسلام.

وشدد على الحاجة المُلحة لضمان إجراء الانتخابات الوطنية المقبلة بأمان، وحماية المجتمعات والمقاتلين السابقين على حد سواء.

وأخيرا، أكد السيد ينتشا استعداد البعثة الأممية للتكيف مع الاحتياجات المتطورة، ومواصلة بناء الثقة بين أطراف اتفاق السلام على أرض الواقع.

وأشار إلى أن وجود البعثة في المناطق المُتأثرة بالنزاع أمر أساسي، مؤكدا أن كولومبيا تمثل "حالة نادرة" تمكن فيها المجلس من الاستجابة بمساعدة مُوجّهة لعملية سلام وطنية.

واختتم السيد ينتشا حديثه بالقول: "هذه ظروف مواتية لمواصلة تقديم الأمم المتحدة مساهمة إيجابية ومركزة".

اجتماع مجلس الأمن حول بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا.
UN Photo/Eskinder Debebe

كولومبيا تؤكد التزامها

أكدت سفيرة كولومبيا، ليونور زالاباتا، التزام حكومتها الكامل بالتنفيذ الشامل لاتفاقية السلام لعام 2016.

وبصفتها امرأة، وزعيمة من شعب أرهواكو الأصلي، ومدافعة عن حقوق الإنسان، أكدت على النطاق متعدد الأعراق والثقافات لهذا الاتفاق الطموح، مستعرضة التقدم الملموس الذي تحقق حتى الآن في عهد الرئيس غوستافو بيترو.

ويشمل ذلك إضفاء الطابع الرسمي على أكثر من ثلاثة ملايين هكتار من الأراضي الريفية، والاعتراف بأراضي السكان الأصليين والمنحدرين من أصل أفريقي، ودعم أكثر من 11 ألف مقاتل سابق في عملية إعادة الإدماج.

الولايات المتحدة تشكك في ولاية البعثة

انتقد سفير الولايات المتحدة، مايك والتز، سياسات الرئيس غوستافو بيترو بشأن الأمن وعملية السلام، قائلا لأعضاء المجلس إن ولاية بعثة الأمم المتحدة للتحقق قد وسعت دون داع "لتعكس أولويات سياسية مفرطة"، مثل العدالة الانتقالية ودعم الأقليات العرقية.

وأضاف أن "الولايات المتحدة تدرس عن كثب تفويض هذه البعثة وما إذا كانت تستحق الدعم المستمر من مجلس الأمن الدولي".