Breadcrumb

الأمم المتحدة: السلام في الكونغو الديمقراطية "مجرد وعد" فيما يستمر العنف ويدفع المدنيون الثمن

وفي كلمتها أمام مجلس الأمن اليوم الثلاثاء، أشارت السيدة بينتو كيتا إلى إحراز تقدم مهم منذ توقيع اتفاق واشنطن في 27 حزيران/يونيو بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، بما في ذلك استئناف محادثات الدوحة التي أسفرت عن توقيع إعلان مبادئ بين الحكومة الكونغولية وحركة 23 مارس (المدعومة من الجيش الرواندي).
إلا أنها أكدت أن السلام "يتحقق ببطء على أرض الواقع"، مشيرة إلى أن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام التي ترأسها (المعروفة باسم مونوسكو) سجلت 1087 حالة وفاة بين المدنيين في أعمال عنف في مقاطعتي إيتوري وشمال كيفو منذ حزيران/ يونيو، "وأن عدد القتلى في ازدياد يومي".
قرار لم يطبق
قالت السيدة كيتا إنه بعد ثمانية أشهر من اعتماد مجلس الأمن للقرار 2773، الذي دعا إلى وقف فوري وغير مشروط للأعمال العدائية، لا تزال الأحكام الرئيسية "غير منفذة إلى حد كبير"، وعلى الرغم من طلبات المجلس، واصلت حركة 23 مارس "اتباع منطق التوسع الإقليمي والترسيخ".
وأضافت: "هذا يؤكد الفجوة المستمرة بين قرارات هذا المجلس والحقائق على الأرض. أدعو المجلس وجميع الشركاء إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار واتفاق سلام دائم من شأنه إرساء الاستقرار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. عندها فقط، ستُترجم الالتزامات إلى تقدم ملموس للشعب".
وأشارت الممثلة الخاصة إلى أن أعمال العنف لم تقتصر على جماعة واحدة، وكان من بينها الهجمات التي تشنها قوات التحالف الديمقراطية، المرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية في ولاية وسط أفريقيا".
وقالت إن الجماعة "أعدمت 300 مدني خلال الأشهر الثلاثة الماضية"، واستهدفت "التجمعات والشعائر الدينية والجنازات". وذكرت أن بعثة مونوسكو تواصل توثيق الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات.
وأضافت السيدة كيتا أن البعثة تعمل في بيئة صعبة تقيد قدرتها على تنفيذ ولايتها، بما في ذلك تأخير إمدادات الوقود والغذاء، وعرقلة تناوب القوات، وانقطاع الكهرباء والمياه، مما "يشل القواعد وأنظمة دعم الحياة".
ورغم هذا الوضع المعقد، شددت على أن بعثة مونوسكو تواصل حماية المدنيين، ودعم المجتمعات المحلية والسلطات القضائية، وأن وجودها يوفر للمجتمعات المحلية "شعورا أكبر بالأمان".
إلا أنها قالت: "لن يدوم السلام إذا لم تعالج العوامل الكامنة وراء النزاع. فالتعدين غير القانوني، ونهب الموارد الطبيعية، والتدفقات المالية غير المشروعة لا تزال تؤجج العنف. يجب وقف هذه الأنشطة".
وضع إنساني حرج
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، قالت السيدة كيتا إن الجهات الفاعلة في هذا المجال واجهت أيضا صعوبات على شكل حواجز على الطرق، وتضييق في الوصول، وتعرضها لهجمات. وفي ظل تفش جديد لفيروس إيبولا في مقاطعة كاساي، قالت إن "الأزمة الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية قد بلغت حدا حرجا".
حتى الآن، لم تتلقَّ خطة الاستجابة الإنسانية للبلاد سوى 15.2% من التمويل المطلوب، مقارنة بـ 41% في الفترة نفسها من العام الماضي.
وقالت الممثلة الخاصة إن انسحاب بعض المانحين الرئيسيين تسبب في انهيار التمويل، مما أدى إلى معاناة أكثر من 27.7 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.
وأكدت السيدة كيتا أن القرارات لا تجدي نفعا إلا "إذا اقترنت بإجراءات ملموسة على أرض الواقع"، مضيفة أنه إذا فشل المجتمع الدولي في سد الثغرات التي وصفتها في إحاطتها للمجلس، "سيستمر ملايين المدنيين في دفع الثمن".