تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قمة المناخ - إعلان خطط وطنية جديدة قبل المؤتمر المرتقب

رجل يساعد امرأة بعد أن علقت سيارتها في مياه غمرتها المياه. تزداد الأمطار غزارة عالميا بسبب آثار تغير المناخ.
© WMO/Teguh Prihatna
رجل يساعد امرأة بعد أن علقت سيارتها في مياه غمرتها المياه. تزداد الأمطار غزارة عالميا بسبب آثار تغير المناخ.
من الإسراع بالانتقال نحو الطاقة النظيفة إلى زراعة أفدنة من الأشجار، أعلن وأكد قادة أكثر من 100 دولة خطط عمل وطنية جديدة في مجال المناخ في قمة عُقدت خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.

عقد الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس البرازيلي اليوم قمة المناخ، لتشجيع الدول على زيادة تعهداتها قبيل مؤتمر المناخ المرتقب في بيليم في البرازيل في تشرين الثاني/نوفمبر.

في افتتاح القمة قال أنطونيو غوتيريش إن العلم يُحتم ضرورة العمل المناخي، كما تتطلبه الاقتصادات. وأشار إلى أن الطاقة النظيفة تولد الوظائف والنمو والتنمية المستدامة وتوفر أسرع وأرخص كهرباء من حيث التكلفة.

بدأت القمة بتقديم العالمان في مجال المناخ يوهان روكستروم وكاثرين هايهو تقييما للجهود العالمية المبذولة حتى الآن للوفاء باتفاق باريس التاريخي لعام 2015 للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.

تأثرت منطقة الأهوار في العراق كثيرا بتغير المناخ. لم تعد الأهوار أهوارا، بل أصبحت أرضا جدباء تعاني من ندوب سنوات من الجفاف.
UN News
تأثرت منطقة الأهوار في العراق كثيرا بتغير المناخ. لم تعد الأهوار أهوارا، بل أصبحت أرضا جدباء تعاني من ندوب سنوات من الجفاف.

بعد مرور عشر سنوات، لا تزال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة للاحتباس الحراري ترتفع، وتجاوز التغير السنوي في درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية لأول مرة العام الماضي.

وقال البروفيسور روكستروم: "يعد هذا مصدر قلق بالغ. ويثير القلق بشكل أكبر أن الاحتباس الحراري يبدو أنه يتسارع".

ومع ذلك، لا يزال من الممكن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، وسلط الخبيران الضوء على الحلول، بما فيها التحول من الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز) إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتغيير النظم الغذائية للحد من الهدر.

وقالت البروفيسور هايهو، الحائزة على جائزة أبطال الأرض للأمم المتحدة لعام 2019: "لا يمكننا منع هذه الكارثة بمفردنا. ولكن معا، نستطيع. من خلال وضع أهداف أقوى، والمضي قدما في جداول زمنية أسرع، وتقديم التزامات أعمق".

الأمين العام أنطونيو غوتيريش شدد على ضرورة العمل على صعيد خمسة مجالات مهمة، هي:

أولا: الطاقة. أشار إلى أن الوقود الأحفوري لا يزال سائدا. وشدد على ضرورة تعزيز الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

ثانيا: الميثان. وهو غاز قوي يسهم في الاحتباس الحراري. وشدد الأمين العام على ضرورة تقليص انبعاث الميثان بشكل كبير خلال العقد الجاري.

ثالثا: الغابات. دعا أنطونيو غوتيريش إلى إنهاء تدمير الغابات التي تمتص الكربون بشكل طبيعي.

رابعا: الصناعات الثقيلة. وأشار إلى التقدم التكنولوجي لتقليل الانبعاثات من صناعات الصلب والأسمنت والنقل الثقيل. وشدد على ضرورة استخدام تلك التكنولوجيات بشكل عاجل.

خامسا: العدالة المناخية. وهنا قال غوتيريش إن الدول النامية التي لم تسهم سوى بأقل القليل في هذه الأزمة، هي أكبر من يعاني. وأكد أهمية تخصيص التمويل للدول النامية للاستفادة من الطاقة النظيفة وحماية الأرواح والاقتصادات.

ما هي المساهمات المحددة وطنيا؟

هذه المساهمات هي خطط عمل مناخية تقدمها الدول حول جهودها الرامية إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع تغير المناخ.

تحدد كل دولة أهدافها الخاصة، بما يعكس قدراتها ومسؤولياتها، وفقا لما اتفقت عليه حكومتها.

ويتمثل الهدف الجماعي لهذه المساهمات في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

الأمم المتحدة، وبشكل أساسي من خلال الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، تقوم بدور مركزي في تنسيق ودعم هذه المساهمات.

تعهدات من الصين وأوروبا

كان الرئيس الصيني شي جين بينغ من بين القادة الذين أعلنوا عن مساهمات جديدة. وقال في رسالة فيديو: "بحلول عام 2035، ستخفض الصين صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى الاقتصاد بنسبة تتراوح بين 7% و10% عن مستويات الذروة".

كما ستزيد الصين حصة الوقود غير الأحفوري في إجمالي استهلاك الطاقة إلى أكثر من 30%، وستوسع سعة طاقة الرياح والطاقة الشمسية ستة أضعاف مقارنة بمستويات عام 2020، إلى جانب إجراءات أخرى.

وفي الوقت نفسه، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن "الانتقال إلى الطاقة النظيفة يمضي قدما" في الاتحاد الأوروبي، حيث انخفضت الانبعاثات بنحو 40% منذ عام 1990.

وأضافت أن الدول الأوروبية "تضاعف أيضا جهودها في الشراكات العالمية"، وستظل أكبر مُقدم للتمويل المناخي في العالم، مع حشد ما يصل إلى 300 مليار يورو لدعم التحول إلى الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم.

لماذا الآن؟

الأمين العام للأمم المتحدة أكد أن التعهدات التي كانت قائمة من قبل لا تكفي على الإطلاق، وإن نسبة ضئيلة جدا من الدول قد قدمت بالفعل خططها الوطنية قبل القمة.

الخطط الوطنية القائمة الآن، لن تقلص الانبعاثات سوى بنسبة 2.6% بحلول بعام 2030 مقارنة بمستويات عام 2019، وهي نسبة ضئيلة للغاية من هدف الخفض بنسبة 43% الذي يقول العلماء إنه ضروري للحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض كيلا يزيد عن 1.5 درجة مئوية.

الأهمية الملحة للقمة تتزايد بسبب حقائق علمية وسياسية. المنظمة الدولية للأرصاد الجوية أفادت بأن عام 2024 كان الأكثر حرارة في التاريخ المُسجل، وفي نفس الوقت زادت الانقسامات على الساحة السياسية الدولية. الولايات المتحدة الأمريكية، التي انسحبت من اتفاق باريس في أوائل عام 2025، لا تزال إحدى أكبر المتسببين في الانبعاثات. 

ولكن في نفس الوقت يتواصل الزخم الحقيقي، إذ زادت الاستثمارات في الطاقة النظيفة العام الماضي عن تريليوني دولار، لتتفوق للمرة الأولى على الوقود الأحفوري (أي الوقود التقليدي مثل النفط والفحم).