Breadcrumb

حقوق المرأة والمساواة – 30 عاما من الإنجازات والإخفاقات، كيف يبدو الطريق إلى المستقبل؟

منذ ذلك الوقت تم تحقيق الكثير من التقدم، إلا أن النساء والفتيات لا يزلن يواجهن مستويات غير مقبولة من العنف والتمييز. في هذا السياق تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم اجتماعا رفيع المستوى حول تجديد الالتزام بتنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين وحشد الموارد والتعجيل بتنفيذه لتحقيق المساواة وتمكين النساء والفتيات.
أنالينا بيربوك رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أشارت في كلمتها إلى أنها خامس امرأة فقط تتولى رئاسة الجمعية العامة منذ تأسيس الأمم المتحدة قبل 80 عاما. وقالت إن النساء شكلن أقل من 10% من المتحدثين في الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة العام الماضي، وإن منصب أمين عام الأمم المتحدة لم تشغله قط أي امرأة حتى الآن.
يُذكر أن بيربوك سترأس بعد الأسبوع رفيع المستوى، عملية انتخاب الأمين(ة) العام(ة) الجديد(ة) للأمم المتحدة، إذ تبدأ فترة ولايته أو ولايتها عام 2027.

رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة قالت إن اجتماع اليوم يحتفي بالنساء الشجاعات اللاتي حاربن من أجل كل كلمة وجملة في إعلان بيجين. ولكنها قالت إن "الثورة" لم تكتمل بعد، وأشارت إلى التمييز الذي تواجهه النساء في مختلف أنحاء العالم.
وقالت: "عندما تُهاجم قائدة من قادة العالم على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس بسبب الخطاب الذي أدلت به ولكن بسبب نوع كعب الحذاء الذي ترتديه. هنا نتذكر أن هناك شوطا كبيرا ما زال يتعين علينا قطعه. لا توجد دولة في العالم تحققت فيها المساواة الكاملة للنساء. وهناك أماكن كثيرة يعد مجرد الحديث عن حقوق النساء مسألة حياة وموت".
وتطرقت إلى الوضع في مناطق منها السودان، حيث تجري "الحرب الوحشية بين الجنرالين، فعليا على أجساد النساء".
وعن الضغوط الذي تتعرض لها حقوق المرأة في الوقت الحالي، قالت رئيسة الجمعية العامة إن تنفيذ إعلان بيجين يعني ألا يجرؤ أي رجل من السياسيين أو القضاة أو القادة الدينيين أن يملي على الفتيات ما يفعلن بأجسادهن "لأنهن بشرا، لا ممتلكات. إنه جسدنا وإنه خيارنا".

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحدث عن أهمية إعلان ومنهاج عمل بيجين ومساهمته في دفع الإنجازات في مجالات دقيقة مثل الحماية القانونية والمشاركة السياسية والتعليم وصحة الأمهات، والإقرار بالحاجة للتصدي للعنف ضد النساء باعتباره أولوية دولية.
إلا أنه استطرد قائلا: "ولكن التقدم كان بطيئا ومتباينا. ولم تحقق أي دولة المساواة الكاملة للنساء والفتيات.... المكاسب التي تحققت بشق الأنفس تتعرض للهجوم. وفي نفس الوقت، تتضاعف الصراعات والكوارث المناخية لتقع حقوق الإنسان للنساء والفتيات، ضحية لكليهما".
وأشار الأمين العام إلى انتشار موجة "كراهية النساء" بأنحاء العالم. وقال: "فلنكن واضحين: الحقوق والفرص المتساوية ليست مسألة حزبية، بل هي حتميات دولية وأساس السلام والرخاء والتقدم".
قُبيل عقد الاجتماع، أصدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية تقريرا حذر من أن جميع أهداف المساوة الجنسانية لا تسير على مسار تحقيقها.
قال التقرير إن 10% من النساء يعشن في فقر مدقع وإن 351 مليون امرأة وفتاة قد يقعن في براثن الفقر بحلول عام 2030. نحو 708 ملايين امرأة تُحرم من المشاركة في سوق العمل، بسبب تحملها مسؤوليات الرعاية غير المدفوعة الأجر. وحتى أولئك اللاتي يعملن، يُضطررن إلى شغل وظائف بأجور منخفضة.
وتُحرم الكثير من النساء من ملكية الأراضي، والخدمات المالية والوظائف اللائقة، أي يُحرمن من فرص الازدهار.
ويستمر انتشار العنف ضد النساء والفتيات، إذ تتعرض واحدة من كل 3 نساء للعنف الجسدي أو الجنسي. وتعيش 676 مليون امرأة في إطار 50 كيلومترا من منطقة صراع، وهو أعلى رقم منذ التسعينيات.
الأمين العام أنطونيو غوتيريش أكد دعم الأمم المتحدة لجهود النساء والفتيات للمطالبة بحقوقهن وحرياتهن، ودعا جميع القادة إلى دعم تلك الجهود.
وأشار إلى اعتماد لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، إعلانا سياسيا مهما في أوائل العام الحالي يتعهد بتطبيق إعلان ومنهاج عمل بيجين بشكل عاجل وكامل. ودعا جميع الدول إلى الوفاء بتلك المسؤولية.
وأشار إلى انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي وكيف أنه يشكل العالم، وقال: "ولكن هذا التحول يتكشف في صناعة يسيطر عليها الرجال، وتُشكلها البيانات المنحازة وتُدفع بخوارزميات غالبا ما تعزز التمييز".
وشدد على ضرورة التصدي للعنف والكراهية على الإنترنت، وضمان أن تخدم هذه التكنولوجيات المساواة وليس الإقصاء.
مؤتمر بيجين
عقد المؤتمر العالمي الرابع حول المرأة في العاصمة الصينية بيجين عام 1995. ويعد أحد نقاط التحول المهمة في تعزيز المساواة. اعتمد المؤتمر إعلان ومنهاج عمل بيجين، وهما خطة تتضمن تدابير تركز على مجالات رئيسية مثل الفقر والتعليم والعنف ووضع النساء في الصراعات.
بالإجماع، أقرت حكومات 189 دولة بأن المساواة بين النساء والرجال مسألة حقوق إنسان، وشرط لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية والسلام.