تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مقال توضيحي: أهم ما تحتاجون معرفته عن الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة

شعار أهداف التنمية المستدامة معروض في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
UN News/Abdelmonem Makki
شعار أهداف التنمية المستدامة معروض في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
بعد أيام يجتمع قادة العالم في مقر الأمم المتحدة خلال المناقشة العامة رفيعة المستوى التي تُعقد في القاعة الشهيرة للجمعية العامة. يتحدث ممثلون عن كافة الدول الأعضاء الـ 193 في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى وفدين بصفة مراقبين. وفي  الوقت ذاته، ستشهد أروقة الأمم المتحدة سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى لمناقشة أهم التحديات التي تواجه البشرية.

في ظل الأزمات العالمية - من الحروب وتغير المناخ إلى عدم المساواة بين الجنسين ومعضلات الذكاء الاصطناعي - يكتسب هذا الأسبوع رفيع المستوى أهمية تتجاوز كونه تقليدا سنويا. إنه يمثل فرصة حاسمة للمجتمع الدولي للتأمل، وتجديد الالتزام، وإعادة تشكيل مستقبلنا المشترك.

الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة يحمل أهمية خاصة هذا العام لأنه يتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة الدولية.

إليكم ما يمكن توقعه خلال هذا الأسبوع الرفيع:

المناقشة العامة - الخطابات

أنالينا بيربوك (يسار)، رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تفتتح اجتماعا في مقر الأمم المتحدة.
UN Photo/Loey Felipe

المناقشة العامة، التي تنطلق في 23 أيلول/سبتمبر، هي أهم حدث في دورة الجمعية العامة بالنسبة للكثيرين. وهي تشكّل منبرا يطرح فيه قادة العالم بياناتهم التي يبيّنون فيها مواقفهم وأولوياتهم أمام الجمهور العالمي.

المدة الزمنية المخصصة لكل خطاب (15 دقيقة)، هي مجرد اقتراح يهدف إلى تنظيم خطابات أكثر من 193 متحدثا على مدار ستة أيام، لكن نادرا ما يتم الالتزام بهذه المدة.

جرى العرف على أن تبدأ البرازيل بالحديث أولا، تليها الولايات المتحدة بصفتها الدولة المستضيفة لمنظمة الأمم المتحدة.

تترأس المناقشة هذا العام رئيسة الجمعية العامة الجديدة، أنالينا بيربوك، وهي خامس امرأة فقط تتولى هذا المنصب في تاريخ الأمم المتحدة الذي يمتد لثمانين عاما. وموضوع النقاش سيكون: "معا نحو الأفضل: 80 عاما والمزيد من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان".

حل الدولتين - "أبعد من أي وقت مضى"

عادت العديد من العائلات من مخيم جباليا مؤخرا إلى منازلها، لكن الهجمات المتجددة منذ 18 آذار/مارس تعرض حياة الأطفال وأهليهم للخطر مرة أخرى، إلى جانب الظروف المعيشية الصعبة للغاية.
© UNICEF/Nateel

قال الأمين العام للأمم المتحدة في تموز/يوليو 2025 إن "حل الدولتين" - وهو إطار مقترح لحل النزاع بين إسرائيل وفلسطين والذي سيتم بموجبه إنشاء دولتين لشعبين، أصبح "أبعد من أي وقت مضى".

مبدأ "حل الدولتين" يسبق الصراع الحالي في غزة الذي بدأ في تشرين الأول/أكتوبر 2023 عقب الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في جنوب إسرائيل.

مع اقتراب عدد القتلى في غزة من 70,000، واستمرار احتجاز الرهائن في القطاع، ستواصل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بحث "حل الدولتين" في مؤتمر دولي يوم الاثنين 22 أيلول/سبتمبر. المؤتمر هو استمرار للاجتماعات التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في تموز/يوليو 2025، والتي لم تشارك فيها إسرائيل ولا الولايات المتحدة.

30 عاما على إعلان بيجين - تمكين النساء والفتيات

يُعتبر إعلان ومنهاج عمل بيجين لعام 1995، المخطط الأكثر تقدمية على الإطلاق لتحقيق المساواة بين الجنسين والنهوض بحقوق النساء والفتيات حول العالم.

بعد ثلاثة عقود من هذا الإعلان التاريخي، وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم، قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة - وهي الوكالة الأممية المتخصصة التي تركز على قضايا النوع الاجتماعي - إن هناك "حملة متزايدة ضد حقوق المرأة".

في 22 أيلول/سبتمبر، سيناقش زعماء العالم "خطة عمل بيجين +30" التي تهدف إلى تحقيق ما يلي لجميع النساء والفتيات: 

  • ثورة رقمية،
  • التحرر من الفقر،
  • القضاء على العنف،
  • المساواة الكاملة في سلطة اتخاذ القرار،
  • رأي متساوٍ في مسائل السلام والأمن،
  • بالإضافة إلى العدالة المناخية. 

مؤتمر القمة المعني بالمناخ

يقوم سكان في فانواتو في جنوب غرب المحيط الهادئ بتركيب ألواح شمسية على سطح منزل.
© BRANTV

بينما يكافح العالم لإبقاء ارتفاع درجات الحرارة تحت مستوى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، يُعقد مؤتمر قمة يوم الأربعاء 24 أيلول/سبتمبر لاستعراض الوتيرة المقلقة لأزمة المناخ على مستوى العالم.

خلال القمة، سيعرض قادة العالم خططهم الجديدة للعمل المناخي، والتي تُعرف باسم "المساهمات المحددة وطنيا"، وهي تعهدات وطنية تحدد الإجراءات التي تتخذها الدول للتصدي لتغير المناخ.

وستجمع القمة أيضا قادة الحكومات، والشركات، والمجتمع المدني، لتقديم أفكار من شأنها أن تدفع العمل في مجالات التخفيف، والتكيف، والتمويل، ودقة المعلومات. وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الحدث بأنه "فرصتنا".

يُعقد هذا المؤتمر قبل مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي للمناخ، المعروف بـ كوب 30/ COP30، المقرر في البرازيل في شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

الذكاء الاصطناعي - وضع الضوابط

روبوت قادر على تنفيذ المهام الموكلة للبشر يقف في مركز للتسوق في كيوتو باليابان.
© Unsplash/Lukas

يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولا سريعا في العالم، في كافة مناحي الحياة - من السيارات ذاتية القيادة وتحليل الصور الطبية، إلى إدارة المخزون وخوارزميات التداول المالي، ومن المساعدين الافتراضيين إلى الترجمة الفورية.

لكن فوائد الذكاء الاصطناعي لا تصل إلى الجميع بالتساوي، وتواجه العديد من الدول صعوبة في الحصول على هذه الأدوات التي قد تُغيّر مجتمعاتها من خلال دعم التنمية وتحسين حياة الناس العاديين.

هذا التوسع السريع للذكاء الاصطناعي يحمل معه حتما مجموعة من المخاطر والتحديات، بما فيها تهديدات لدقة المعلومات وحقوق الإنسان، مثل المراقبة.

وحتى الآن، لا توجد أي هيئة معترف بها لإدارة الذكاء الاصطناعي عالميا، ولهذا السبب يجتمع قادة العالم في نيويورك يوم 25 أيلول/سبتمبر لمناقشة وضع إطار عمل لحوكمة ذكاء اصطناعي تكون شاملة وخاضعة للمساءلة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "بدون ضوابط كافية، قد يزيد الذكاء الاصطناعي من حدة أوجه عدم المساواة والفجوات الرقمية، ويؤثر بشكل أكبر على الفئات الأكثر ضعفا. يجب أن نغتنم هذه الفرصة التاريخية... لصالح البشرية جمعاء".

اجتماعات أخرى

يستضيف "الأسبوع رفيع المستوى" أيضا عدة اجتماعات أخرى منها:

  • الاحتفال بالذكرى الـ 80 لتأسيس الأمم المتحدة (22 أيلول/سبتمبر).
  • قمة من أجل اقتصاد عالمي مستدام، وشامل، وقادر على الصمود (24 أيلول/سبتمبر).
  • الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، وتعزيز الصحة العقلية والرفاه (25 أيلول/سبتمبر).
  • الاحتفال بالذكرى الـ 30 لبرنامج العمل العالمي للشباب (25 أيلول/سبتمبر).
  • إحياء اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية (25 أيلول/سبتمبر).