شراكة للتنمية - تركمانستان تستضيف مؤتمرا أمميا تاريخيا، وأوزباكستان تفتتح مركزا لتعزيز التنمية
وفي منطقة آسيا الوسطى أيضا وبالتحديد في كازاخستان تم افتتاح مركز الأمم المتحدة الإقليمي لأهداف التنمية المستدامة في آسيا الوسطى وأفغانستان.
مراسلة أخبار الأمم المتحدة نارغيز شيكينسكايا أرسلت لنا التقرير التالي من أوازا.
منتدى عالمي
تقع مدينة أوازا السياحية على شاطئ بحر قزوين. ورغم اسمه، فإن بحر قزوين ليس بحرا بل هو أكبر بحيرة داخلية في العالم. وهو غير متصل بمحيطات العالم، ويتغذى بشكل أساسي من نهر الفولغا الروسي.
الممثلة الدائمة لتركمانستان لدى الأمم المتحدة أكسولتان أتاييفا، قالت لأخبار الأمم المتحدة: "بسبب موقعها الجغرافي وارتفاع تكاليف النقل، تُحرم الدول غير الساحلية من فرصة المشاركة الكاملة في الاقتصاد العالمي".
وذكرت أن ارتفاع تكاليف التجارة والنقل يُثبط الاستثمار، مما يُبطئ التنمية الاقتصادية. وأضافت أن هذه الدول تحتاج إلى اهتمام ودعم خاصين للتغلب على هذه التحديات وتسريع نموها الاقتصادي.
وأشارت إلى أن الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قرارا يدعو إلى عقد المؤتمر العالمي الثالث المعني بالدول النامية غير الساحلية، واختيرت تركمانستان لاستضافته في الفترة بين 5 و8 آب/أغسطس.
التحضيرات النهائية
يوم الأحد، تواصلت عمليات تسليم أجهزة المسح الأمني، والشاشات، وغيرها من المعدات إلى المجمع الرياضي الضخم الذي أُعيد تصميمه لاستضافة المؤتمر.
ويعمل موظفو الأمم المتحدة، الذين وصلوا إلى تركمانستان الأسبوع الماضي، على مدار الساعة لتركيب كاميرات البث للجلسات العامة العديدة، واجتماعات المائدة المستديرة، واللقاءات، ولحل العديد من التحديات اللوجستية بالتعاون مع الموظفين المحليين.
سفيرة تركمانستان أتاييفا تحدث عن الجهود التحضيرية المكثفة التي بذلتها بلدها بالتعاون مع الأمم المتحدة لتهيئة الظروف اللازمة للمندوبين وجميع المشاركين في المؤتمر.
وأضافت: "يُعقد المؤتمر في منطقة أوازا السياحية الوطنية على ساحل بحر قزوين. نحن نُدرك الثقة الكبيرة التي يوليها لنا المجتمع الدولي، ونتحمل مسؤوليتنا على محمل الجد. ونبذل قصارى جهدنا لضمان أفضل الظروف ونجاح العمل لجميع المشاركين".
افتتاح مركز الأمم المتحدة في ألماتي
تنتظر أوازا أيضا استقبال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قادما من ألماتي - كازاخستان، حيث شارك في مراسم افتتاح مركز الأمم المتحدة الإقليمي لأهداف التنمية المستدامة في آسيا الوسطى وأفغانستان.
وقال الأمين العام في كلمته في ألماتي يوم الأحد: "يرمز هذا المركز إلى عهد جديد من التعاون في آسيا الوسطى، قائم على الأولويات والحلول المشتركة. ويحمل المركز إمكانات كبيرة لإظهار كيف يمكن للروابط القوية بين قادة المنطقة أن تُترجم إلى تكامل اقتصادي أعمق، بما يعود بالنفع على جميع الشعوب".
تُعدّ دول آسيا الوسطى من بين 32 دولة نامية غير ساحلية*. وكما أشار الأمين العام، فإن تغير المناخ يستنزف موارد المنطقة المائية، ويُذيب الأنهار الجليدية، ويُفاقم تواتر الكوارث الطبيعية.
وأضاف غوتيريش أن انكماش بحر آرال يسلط الضوء على هشاشة الوضع البيئي في المنطقة، في حين تُفاقم التوترات التجارية المتزايدة وعدم اليقين العالمي المخاطر.
وأكد الأمين العام أن الموقع الجغرافي غير الساحلي للمنطقة يُشكل عوائق إضافية أمام التجارة، والتواصل، والتمويل، والوصول إلى الأسواق العالمية.
وأضاف: "لهذا السبب، يُسعدني بشكل خاص وجودي هنا قُبيل مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالبلدان النامية غير الساحلية في تركمانستان. يُمكن لهذا المركز أن يكون رائدا بشكل حيوي في تنفيذ برنامج العمل لصالح البلدان النامية غير الساحلية".
معرض الإنجازات
في أحد الأجنحة الكبيرة في مجمع أوازا، تقدم الدول المُشاركة إنجازاتها في قطاعات النقل والطاقة والاتصالات وغيرها. ولا يزال العمل جاريا، حيث يقوم الموظفون بترتيب المعارض، وتوصيل المعدات، وتركيب المعروضات.
أنابردي كاشانوف أحد ممثلي جناح تركمانستان تحدث مع أخبار الأمم المتحدة عن العديد من مشاريع النقل الرئيسية، بما في ذلك ممر السكك الحديدية بين كازاخستان وتركمانستان وإيران، وما يُسمى بـ"مشروع القرن" - وهو خط أنابيب غاز من المتوقع أن يربط تركمانستان بأفغانستان وباكستان والهند.
وستكون مثل هذه الشراكات الناجحة محورا رئيسيا للمناقشات في أوازا الأسبوع المقبل.
وفقا لأكسولتان أتايفا الممثلة الدائمة لتركمانستان لدى الأمم المتحدة، من المتوقع أن يعتمد المؤتمر برنامج عمل أوازا للفترة 2024-2034، والذي سيساعد في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والناجحة للدول النامية غير الساحلية، إلى جانب إعلان سياسي.
قائمة البلدان المصنفة على أنها بلدان نامية غير ساحلية:
أذربيجان، أفغانستان، أرمينيا، بوتان، بوليفيا، بوتسوانا، بوركينا فاسو، بوروندي، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، إسواتيني، إثيوبيا، كازاخستان، قيرغيزستان، جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، ليسوتو، مالاوي، مالي، منغوليا، نيبال، النيجر، مقدونيا الشمالية، باراغواي، جمهورية مولدوفا، رواندا، جنوب السودان، طاجيكستان، تركمانستان، أوغندا، أوزبكستان، زامبيا، وزيمبابوي.