تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

منظمة الصحة العالمية: الحصول على الرعاية الصحية لا يزال يشكل تحديا في السويداء

قافلة مساعدات تابعة للهلال الأحمر العربي السوري تحمل مساعدات من الأمم المتحدة ومساعدات أخرى تدخل محافظة السويداء، جنوب سوريا، في 20 يوليو/تموز 2025.
© UNOCHA/Ali Haj Suleiman
قافلة مساعدات تابعة للهلال الأحمر العربي السوري تحمل مساعدات من الأمم المتحدة ومساعدات أخرى تدخل محافظة السويداء، جنوب سوريا، في 20 يوليو/تموز 2025.
قالت منظمة الصحة العالمية إن المرافق الصحية في مدينة السويداء السورية تتعرض لضغط هائل، حيث يعمل العاملون الصحيون في ظروف بالغة الصعوبة، ولا يزال الحصول على الرعاية الصحية يشكل تحديا.

وفي حديثها اليوم الجمعة من العاصمة دمشق إلى الصحفيين في جنيف، قالت الدكتورة كريستينا بيثكي، القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا، إن المستشفيات تواجه نقصا في الموظفين والكهرباء والمياه والإمدادات الأساسية. 

وأضافت أن المستشفى الرئيسي في المدينة قد اكتظ "وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وصلت مشرحته إلى أقصى طاقتها".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت وقوع 5 هجمات على مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك مقتل طبيبين، وعرقلة واستهداف سيارات الإسعاف، واحتلال المستشفيات مؤقتا أو تضررها.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة بيثكي: "يجب ألا تكون الرعاية الصحية هدفا أبدا. في الواقع، يجب حماية المرافق الصحية والمرضى والعاملين الصحيين بشكل فعال. إن ضمان وصول الأطباء والممرضين والإمدادات إلى الناس بأمان ليس أمرا حيويا لإنقاذ الأرواح فحسب، بل هو مسؤولية بموجب القانون الدولي يجب على جميع الأطراف الالتزام بها".

استجابة منظمة الصحة

أدى التصعيد الأخير في السويداء إلى نزوح أكثر من 145 ألف شخص، واضطر الكثيرون إلى مغادرة منازلهم بلا أي شيء، والاحتماء في مراكز استقبال مؤقتة في درعا وريف دمشق ودمشق.

وأوضحت الدكتورة بيثكي أن فرق المنظمة زارت العديد من هذه المواقع في ريف دمشق يوم أمس، وستتوجه إلى درعا يوم الأحد. وقالت: "ما رأيناه وسمعناه هو تذكير قوي بالمخاطر: الآباء يبحثون عن دواء لأطفالهم، وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة، والعاملون الصحيون الذين يبذلون قصارى جهدهم تحت ضغط غير عادي".

وقد تم نشر فرق طبية متنقلة تدعمها منظمة الصحة العالمية في مناطق النزوح، لتقديم استشارات عاجلة للمرضى، وخدمات صحة الأم والطفل، ودعم الصحة النفسية، والأدوية الأساسية. وقد وصلت هذه الجهود، بالتنسيق مع وزارة الصحة والسلطات المحلية، بالفعل إلى آلاف الأشخاص من ريف السويداء والمجتمعات المتضررة الأخرى.

وأكدت ممثلة المنظمة أن الوصول الإنساني المستمر ودون عوائق أمر ضروري لاستدامة الاستجابة الصحية، بما في ذلك الإحالات الطبية في الوقت المناسب وتقديم الرعاية الحرجة دون انقطاع. وأشارت إلى أن المنظمة تعمل مع الجهات المعنية الوطنية لتطوير مسار إحالة الإصابات، مما يعني النقل الآمن وفي الوقت المناسب للجرحى من مناطق الخطوط الأمامية إلى المستشفيات.

وأضافت: "سوريا عند مفترق طرق - تواجه أزمات متعددة، ولكنها أيضا أمام فرصة حقيقية لإعادة الإعمار. إن الحفاظ على استمرار الخدمات الصحية الإنسانية ليس أمرا بالغ الأهمية لحالات الطوارئ اليوم - بل هو جسر للتعافي".

وفي حين أن الوصول إلى السويداء لا يزال محدودا وغير متسق، إلا أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من إيصال الإمدادات الحيوية إلى المرافق الصحية في درعا وريف دمشق - بما في ذلك إمدادات الإصابات والأدوية الأساسية ودعم المستشفيات في كلتا المحافظتين.

وقد دخلت القافلة الإنسانية الأولى إلى السويداء يوم الأحد، تلتها قافلة ثانية يوم الأربعاء، بالتنسيق الوثيق مع وزارة الصحة ومديرية الصحة والهلال الأحمر العربي السوري.