تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

السودان: مفوض حقوق الإنسان يندد بمقتل عشرات المدنيين في كردفان

شابة تمشي في مدينة كادوقلي، ولاية جنوب كردفان في السودان.
© UNICEF/Adriana Zehbrauskas
شابة تمشي في مدينة كادوقلي، ولاية جنوب كردفان في السودان.
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن أسفه لمقتل العشرات من المدنيين في ظل استمرار الأعمال العدائية في إقليم كردفان السوداني خلال الأسبوع الماضي.

وقد أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 60 مدنيا في هجمات نفذتها قوات الدعم السريع على بلدة بارا بولاية شمال كردفان منذ 10 حزيران/يونيو. وقد أفادت منظمات مجتمع مدني بمقتل 300 شخص في هذه الهجمات.

كما أفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 23 مدنيا وإصابة أكثر من 30 آخرين، جراء غارات جوية نفذتها القوات المسلحة السودانية استهدفت قريتين في ولاية غرب كردفان في الفترة بين 10 و14 تموز/يوليو. 

فضلا عن ذلك، قُتل ما لا يقل عن 11 مدنيا - جميعهم من أسرة واحدة - جراء غارة جوية نفذتها القوات المسلحة السودانية على محلية بارا في 17 يوليو/تموز.

وقال فولكر تورك في بيان اليوم الخميس: "من المؤسف أنه بعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع، لا تزال الأطراف المتحاربة في السودان تُظهر استخفافا صارخا بحياة المدنيين وسلامتهم". وتأتي هذه الخسائر البشرية الأخيرة بينما تتوالى تقارير مقلقة بشأن حشد قوات الدعم السريع لشن هجوم على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. 

معاناة لا يمكن وصفها 

كما أعرب مفوض حقوق الإنسان عن قلقه المستمر إزاء سلامة المدنيين في مدينة الفاشر، شمال دارفور، في أعقاب سلسلة من الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع على المدينة المحاصرة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك هجوم بري وقع في 11 و12 تموز/يوليو، وأفادت التقارير بأنه أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

وحذر فولكر تورك من أن تصاعد الأعمال العدائية في شمال دارفور وكردفان لن يؤديَ إلا إلى تفاقم المخاطر التي تهدد المدنيين، وتدهور الوضع الإنساني الكارثي في نزاع ألحق بالفعل معاناة لا توصف بالشعب السوداني.

وناشد المفوض السامي جميع من لهم نفوذ على الأطراف التحرك لوقف هذا التصعيد وضمان امتثال الطرفين المتحاربين لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي، لا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وجدد فولكر تورك دعوته الأطراف المتحاربة إلى ضمان وصول آمن، مستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك عبر إقرار فترات توقف إنساني، واتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع انتهاكات القانون الدولي ولجمها. وشدد على ضرورة التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة بشكل كامل ومستقل، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

تدهور الأوضاع في شمال دارفور

على صعيد ذي صلة، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع الإنساني في ولاية شمال دارفور يتدهور بسرعة بسبب الصراع المستمر والفيضانات وانهيار الخدمات الأساسية.

وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في وقت سابق من هذا الأسبوع في تدمير عشرات المنازل في منطقة دار السلام الواقعة جنوب الفاشر، مما أدى إلى نزوح أكثر من 400 شخص. وبحسب ستيفاني تريمبليه من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، تقيم العائلات النازحة حاليا مع المجتمعات المضيفة التي تعاني هي الأخرى.

وقالت السيدة تريمبليه - في المؤتمر الصحفي اليومي - إن العنف لا يزال يوقع خسائر فادحة في صفوف المدنيين، مشيرة إلى التقارير التي تفيد بمقتل خمسة أطفال خلال قصف على الفاشر، حيث يستمر القتال على جبهات متعددة. كما أفادت تقارير بمقتل ستة أشخاص جراء قصف على سوق نيفاشا في مخيم أبو شوك المنكوب بالمجاعة.

وأوضحت تريمبليه أن الصراع حال دون وصول الناس إلى الغذاء والدواء والرعاية الصحية، مع تضرر أو تدمير العديد من المرافق الصحية. ويعاني مستشفى الفاشر للولادة - وهو المستشفى الرئيسي الوحيد الذي لا يزال يعمل في المنطقة - من اكتظاظ بالمرضى، ونقص حاد في الموظفين والموارد.

ارتفاع كبير في الأسعار

وفي الأثناء، يتزايد انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد. فوفقا لبرنامج الأغذية العالمي، ارتفع سعر سلة الغذاء المحلية بنسبة 15% في شهر واحد فقط، لتصبح أكثر من ضعف ما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي. وفي هذا السياق، قالت السيدة تريمبليه: "يدفع موسم الجفاف، الذي يستمر حتى تشرين الأول/أكتوبر، المزيد من الأسر نحو الجوع، مع اضطرابات السوق ومحدودية الدخل مما يجعل الوصول إلى الغذاء أمرا صعبا بشكل متزايد".

وجددت المتحدة الأممية دعوات الأمم المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والوصول دون عوائق عبر الحدود وخطوط الصراع، وزيادة التمويل الدولي للاستجابة لهذه الأزمة المتصاعدة في السودان.