تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

غوتيريش: نمر بحالة طوارئ إنمائية عالمية، والمكاسب تُظهِر أن الاستثمار في التنمية يؤتي أكله

تستمر عدم المساواة في كافة أنحاء العالم بما في ذلك غانا.
© IMF/Andrew Caballero-Reynolds
تستمر عدم المساواة في كافة أنحاء العالم بما في ذلك غانا.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إننا نمر بـ "حالة طوارئ إنمائية عالمية"، تقاس بوجود أكثر من 800 مليون شخص لا يزالون يعيشون في فقر مدقع، وفي تفاقم آثار تغير المناخ. وأشار إلى أن 35 في المائة فقط من مقاصد أهداف التنمية المستدامة تسير على الطريق الصحيح أو تحرز تقدما متوسطا لتحقيقها بحلول عام 2023.

وفي تصريحاته للصحفيين لدى إطلاق تقرير أهـداف التنمية المستدامة لعام 2025، قال الأمين العام إنه يجب علينا أيضا أن ندرك الروابط العميقة بين تراجع التنمية والصراعات، "لهذا السبب يجب أن نواصل العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط".

وأكد الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن، ووصول إنساني دون عوائق كخطوة أولى لتحقيق حل الدولتين، واستمرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وسلام عادل ودائم في أوكرانيا، ووضع حد للرعب وإراقة الدماء في السودان.

الحاجة لتمويل على نطاق واسع

وأوضح غوتيريش أن ما يقرب من نصف أهـداف التنمية المستدامة يتحرك ببطء شديد، و18% تسير في الاتجاه المعاكس. لكنه أشار كذلك إلى التقدم المحرز لا سيما في استمرار ازدياد فرص الحصول على التعليم، وحصول ملايين الأشخاص على الكهرباء، والطهي النظيف، والإنترنت، وتزايد تمثيل المرأة في الحكومات والشركات والمجتمعات.

وقال الأمين العام: "تُظهر هذه المكاسب أن الاستثمارات في التنمية والشمول تؤتي أكلها"، مضيفا أن التقدم في مجال واحد يمكن أن يضاعف التقدم في كافة المجالات.

وتابع قائلا: "يجب أن نتحرك بشكل أسرع، ويجب أن نتحرك معا. هذا يعني تعزيز الرعاية الصحية الجيدة وبأسعار معقولة للجميع. والاستثمار في النساء والفتيات بوصفهن محركا أساسيا للتقدم. والتركيز على التعليم الجيد وخلق فرص عمل لائقة وفرص اقتصادية شاملة للجميع. وسد الفجوة الرقمية وضمان استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وشمولية".

وشدد أيضا على أن التقدم مستحيل دون إتاحة التمويل على نطاق واسع. وأشار إلى "التزام إشبيلية" الأخير لتمويل التنمية الذي قال إنه يعكس التزاما بإعادة تشغيل محرك التنمية.

وختم غوتيريش تصريحاته بالقول: "يظهر تقرير اليوم أن أهداف التنمية المستدامة لا تزال في متناول اليد. ولكن فقط إذا تحركنا بإلحاح ووحدة وعزم لا يتزعزع".

,

المنتدى السياسي رفيع المستوى

وتزامن إطلاق تقرير الأمين العام مع افتتاح المنتدى السياسي رفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة لعام 2025 برعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في الفترة ما بين 14 و23 تموز/يوليو.

وقال نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مندوب نبيال الدائم لدى الأمم المتحدة السفير لوك بهادور ثابا إن المنتدى السياسي رفيع المستوى لهذا العام يمثل "لحظة حاسمة تلهمنا الأمل، وتُشجعنا على التفكير الجماعي خارج الصندوق، مسترشدين بالموضوع الشامل المتمثل في النهوض بحلول مستدامة وشاملة وقائمة على العلم والأدلة من أجل خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف الخطة لضمان عدم تخلف أحد عن الركب".

وأعرب عن أمله في أن تدعم المناقشات التي ستجرى في المنتدى اتخاذ قرارات مستنيرة، وتجديد العمل لدفع عجلة التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع استمرار الحكومات في لعب دور محوري في إعادة الأهداف إلى مسارها الصحيح وبلوغ خط النهاية.

وأضاف: "لا شك أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها السبعة عشر يجب أن تظل نموذجنا الأمثل لبناء عالم أكثر شمولا وازدهارا وصحة للجميع".

هناك ما يدعو للأمل

نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد قالت إن المنتدى يعقد في وقت يواجه العالم صراعات وتوترات جيوسياسية متفاقمة، مضيفة: "نسيج التعددية يتلاشى، وتبدو أهداف التنمية المستدامة بعيدة المنال. مكاسب التنمية التي تحققت بشق الأنفس معرضة لخطر جسيم، نتيجة لتحديات متعددة، تفاقمت بسبب النقص المزمن في التمويل الكافي".

لكنها أوضحت أنه رغم أن أحدث البيانات تشير إلى أن التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة كان متفاوتا ومحدودا، "إلا أن هناك ما يدعو للأمل".

وأكدت أن هذا المنتدى "مساحتنا لتعزيز الزخم، ومشاركة الدروس والممارسات الجيدة، وتعميق الشراكات، وإعادة إشعال طموحنا الجماعي لتحقيق وعد أهداف التنمية المستدامة".

وقالت إن هناك حاجة إلى حلول قابلة للتكيف والتطبيق في سياقات متنوعة تعالج التحديات المستمرة، مؤكدة أن "هذا يحسن حياة مليارات الأشخاص المهمَلين".

وختمت كلمتها بالقول إنه "مع تبقي خمس سنوات فقط على تحقيق خطة 2023، تشكل مبادرة الأمم المتحدة 80 خطوة تاريخية للبناء على الإصلاحات الأخيرة وضمان بقاء الأمم المتحدة شريكا موثوقا به ورشيقا وجاهزا لمواجهة تحديات اليوم وعدم اليقين في المستقبل، وقيادة دفعنا الجماعي نحو أجندة 2030 على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية".

,

أبرز ما ورد في تقرير أهداف التنمية المستدامة

  • منذ عام 2015، التحق 110 ملايين طفل ويافع إضافي بالمدارس.
  • يشهد زواج الأطفال تراجعا، مع استمرار المزيد من الفتيات في الدراسة، وتزايد حضور النساء في البرلمانات حول العالم.
  • انخفضت الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بنحو 40% منذ عام 2010.
  • حالت الوقاية من الملاريا دون وقوع 2.2 مليار حالة، وأنقذت 12.7 مليون حياة منذ عام 2000.
  • تغطي الحماية الاجتماعية الآن أكثر من نصف سكان العالم، بزيادة ملحوظة عن عقد مضى.
  • ارتفعت نسبة استخدام الإنترنت من 40% عام 2015 إلى 68% عام 2024، مما أتاح الوصول إلى التعليم وفرص العمل والمشاركة المدنية.
  • ضاعفت جهود الحفاظ على البيئة حماية النظم البيئية الرئيسية، مما ساهم في صمود التنوع البيولوجي العالمي.
  • لا يزال أكثر من 800 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع.
  • لا يزال مليارات الأشخاص يفتقرون إلى مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة.
  • دفع تغير المناخ عام 2024 ليكون العام الأكثر حرارة على الإطلاق، حيث تجاوزت درجات الحرارة مستويات ما قبل الثورة الصناعية بمقدار 1.55 درجة مئوية.
  • تسببت النزاعات في وفاة ما يقرب من 50,000 شخص عام 2024. وبحلول نهاية ذلك العام، سيكون قد نزح أكثر من 120 مليون شخص قسرا.
  • واجهت البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تكاليف خدمة ديون قياسية بلغت 1.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2023.