تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نائبة الأمين العام: الفضاء ليس مجرد أفق بعيد، بل هو ركيزة مستقبلنا

النبتة زينيا تطفو داخل مختبر ديستني الأمريكي على متن محطة الفضاء الدولية، والتي كانت جزءا من تجربة المحاصيل المزهرة التي بدأت في 16 نوفمبر 2015 من قبل رائد الفضاء كايل ليندجرن
NASA/Johnson
النبتة زينيا تطفو داخل مختبر ديستني الأمريكي على متن محطة الفضاء الدولية، والتي كانت جزءا من تجربة المحاصيل المزهرة التي بدأت في 16 نوفمبر 2015 من قبل رائد الفضاء كايل ليندجرن
قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد إن تقنيات الفضاء لم تعد مجرد حدود بعيدة، بل أصبحت ركيزة أساسية للحياة اليومية والتنمية العالمية. وحثت في كلمتها اليوم الأربعاء أمام اجتماع لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية في فيينا، على تعزيز التعاون الدولي مع تزايد اعتماد العالم على الأقمار الصناعية في كل شيء، بدءا من الاستجابة للكوارث ووصولا إلى رصد المناخ. 

وقالت المسؤولة الأممية: "الفضاء ليس الحد النهائي، بل هو أساس حاضرنا". وأضافت أنه "لولا الأقمار الصناعية التي تدور الآن، لكانت نظم الغذاء العالمية قد انهارت في غضون أسابيع. ولفقد المستجيبون للطوارئ شريان حياتهم. ولكان علماء المناخ قد حلقوا دون دراية. ولكانت آمالنا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بعيدة المنال".

توسيع نطاق الوصول إلى الفضاء

على مدى ما يقرب من سبعة عقود، عززت لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية التعاون الدولي من خلال خمس معاهدات فضائية، وإرشادات للاستدامة، وأجندة الفضاء 2030.

وسلطت نائبة الأمين العام الضوء على جهود الأمم المتحدة، من خلال مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، في المساعدة على جعل الفضاء أكثر سهولة في الوصول إليه، لا سيما لأكثر من نصف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي لا تزال تفتقر إلى قمر صناعي في مدار الأرض. وتتيح برامج المكتب فرصا للشباب والنساء في البلدان النامية، مما يُسهم في تنشئة جيل جديد أكثر شمولا من قادة الفضاء.

كما يدعم المكتب الدول في بناء قدراتها الفضائية من خلال ورش العمل الفنية وتقديم الدعم للبرامج الناشئة، حيث ساعد كينيا وغواتيمالا ومولدوفا وموريشيوس في إطلاق أقمارها الصناعية الأولى.

وبالمثل، يساعد المكتب دولا مثل تونغا وترينيداد وتوباغو وغانا على استخدام بيانات الأقمار الصناعية لإنشاء نماذج رقمية مفصلة لمدن بأكملها، مما يُتيح استجابة أسرع للكوارث وإنقاذ الأرواح.

الفضاء والتنمية المستدامة

وبعد عودتها مباشرة من المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في مدينة إشبيلية الإسبانية، أكدت نائبة الأمين العام أن المجالات التي تُعرِّفها الأمم المتحدة بأنها حاسمة لتسريع التنمية المستدامة تعتمد جميعها على تقنيات الفضاء. كما بعثت برسالة بالغة الأهمية من المؤتمر وهي أنه "في عصر يشهد قيودا على الاستثمار، يجب علينا مواءمة رأس المال مع حلول ذات تأثير كبير".

وشددت أمينة محمد على أن "الفضاء أحد هذه الحلول"، مضيفة أن "المشهد من الفضاء لا يظهر دولا ولا حدودا، وإنما كوكب واحد مشترك، وموطن واحد. دعوا هذا المنظور يُرشدكم في بناء أطر حوكمة لاستكشاف الفضاء واستخدامه".

وقالت المسؤولة الأممية في ختام كلمتها: "دعونا نجعل الفضاء حافزا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".