تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمم المتحدة: الهجمات الروسية على أوكرانيا تهدد جهود السلام وتفاقم المعاناة

آثار غارة جوية روسية على مدينة سومي في أوكرانيا.
© Humanitarian Mission Proliska/UNHCR/Artur Ulianytskyi
آثار غارة جوية روسية على مدينة سومي في أوكرانيا.
حذرت الأمم المتحدة من أن الموجة الهائلة من الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا كانت بمثابة "تحذير صارخ بمدى سرعة وصول هذه الحرب إلى مستويات تدميرية جديدة". جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن، بعد ظهر يوم الخميس، لبحث الوضع في أوكرانيا. 

وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو إن القوات المسلحة الروسية هاجمت، "وعلى مدى ثلاث ليال متتالية، المدن والبلدات الأوكرانية بأعداد قياسية من الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين". 

ونقلت ديكارلو عن مسؤولين أوكرانيين أن هجوم يوم الاثنين الماضي، "الذي شمل 355 طائرة مسيرة، كان الأكبر من نوعه على أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق".

وأضافت المسؤولة الأممية أن أي تصعيد إضافي "لن يفاقم الخسائر المدمرة في صفوف المدنيين فحسب، بل سيعرض جهود السلام الصعبة بالفعل للخطر".

من ناحية أخرى، قالت ديكارلو إن المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا أبلغت أيضا عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين. وفقا لوزارة الخارجية الروسية، قُتل تسعة مدنيين وأصيب 117 نتيجة للضربات الأوكرانية في الفترة من 19 إلى 25 أيار/مايو.

موقف مبدئي

وأكدت ديكارلو أن موقف الأمم المتحدة "كان وما زال مبدئيا في دعم استقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها، ضمن حدودها المعترف بها دوليا،" مجددة الدعوة إلى السلام بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وكان مجلس الأمن قد اعتمد قرارا في شباط/فبراير الماضي، طالب فيه بإنهاء سريع للنزاع وحث على تحقيق سلام دائم. وبعد صدور القرار، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات من "الحرب الوحشية وغير القانونية،" شعرت الأسرة الدولية بالتفاؤل إزاء ما بدا "وكأنه البدايات الأولى لعملية سلام محتملة".

لكن ديكارلو أشارت إلى أن التوقعات والحماس سرعان ما تحولا إلى إحباط، مبينة أن الأمل في أن يتمكن الطرفان من الجلوس والتفاوض "لا يزال قائما، ولكنه بالكاد".

وجددت ديكارلو التأكيد على الحاجة الماسة إلى "جهود جادة وملموسة وبحسن نية – الآن – للعودة إلى المسار الذي قد يؤدي إلى سلام عادل"، داعية إلى وقف إطلاق نار كامل وفوري وغير مشروط.

ثلاث رسائل ملحة

ليزا دوتن المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ركزت في إحاطتها لمجلس الأمن على ثلاث رسائل ملحة، أولها التأكيد على ضرورة حماية المدنيين والأعيان المدنية. وشددت في هذا الصدد على أهمية أن تتوقف الهجمات على المنازل والمستشفيات ومراكز إيواء النازحين، وكذلك جميع الهجمات العشوائية.

ثانيا، تسهيل الوصول الإنساني المستدام. وهنا دعت إلى منح العاملين في المجال الإنساني وصولا آمنا وسريعا ودون عوائق لجميع المدنيين المحتاجين، أينما كانوا، وبغض النظر عن الطرف الذي يسيطر على المنطقة. وقالت إن الأمم المتحدة ستستمر في انخراطها مع الأطراف من أجل تحقيق ذلك.

ثالثا، دعت المسؤولة الأممية إلى دعم الاستجابة الإنسانية. وقالت إن كل تأخير في تقديم الدعم يكلف أرواحا.

واختتمت إحاطتها بالقول: "ما من راحة للمدنيين في أوكرانيا. القنابل لا تتوقف... والاحتياجات لا تتناقص. وعليه فإن عزيمتنا لا ينبغي أن تضعف".