Breadcrumb

توم فليتشر: العمل الإنساني المنقذ للحياة يواجه فجوة تمويل تاريخية

وفي كلمته أمام اجتماع الجزء المتعلق بالشؤون الإنسانية لمجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي لعام 2025، قال توم فليتشر إن النظام الدولي لما بعد الحرب يواجه أعظم اختبار منذ إنشائه، في ظل تزايد الحروب وانتهاكات القانون الدولي والمشهد الجيوسياسي الأكثر تشرذما من أي وقت مضى في الذاكرة الحديثة.
ونبه إلى أن العاملين في المجال الإنساني يتعرضون أنفسهم بشكل متزايد إلى الهجوم، مضيفا: "نعاني من نقص التمويل، ونُحمَل فوق طاقتنا، ونتعرض لهجوم حقيقي الآن".
وبعد زيارته لأكثر من 20 دولة متأثرة بالأزمات في ستة أشهر فقط - بما في ذلك السودان وسوريا وأوكرانيا وغزة وميانمار وأفغانستان - قدم فليتشر روايته عن اليأس والقدرة على الصمود، قائلا: "سنحت لي الفرصة لرؤية أسوأ ما نفعله ببعضنا البعض، ولكن أيضا أفضل ما في الإنسانية".
اختيارات قاسية
وسلط المسؤول الأممي الضوء على فجوة التمويل التاريخية حيث لفت إلى أنه "من أصل 47 مليار دولار طلبناها في كانون الأول/ديسمبر، لم نحصل حاليا على سوى 9 في المائة".
وأضاف أنه رأى في زياراته الأخيرة وخصوصا في أفغانستان، تأثير الاختيارات القاسية التي يتعين اتخاذها بشأن أي المشاريع التي لا يستطيعون تمويلها، مضيفا: "هذه طريقة مهذبة لقول إننا نتخذ قرارات بشأن أي الأرواح ننقذها".
وروى أنه جلس مع أمهات أفغانيات في قندوز فقدن أطفالهن بسبب إغلاق أقرب عيادة ولادة بعد تخفيضات الميزانية.
وقال فليتشر: "نحن إذاً في عصر أكثر تعاملية، وأقل سخاء، وأكثر انتهازية، وأقل استراتيجية، وأكثر قومية، وأقل اعتمادا على القواعد. لكن في خضم هذا التغيير، لا تزال فكرة التضامن العالمي ومساعدة أكثر الناس ضعفا وتحملا في العالم قائمة، ليس لأن ذلك يصب في مصلحتنا، بل لأنه الصواب".
سمات التجديد
وتحدث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن إعادة ضبط العمل الإنساني استنادا على ثلاث ركائز بما فيها إعادة التنظيم والإصلاح والتجديد.
وتطرق إلى سمات التجديد بما في ذلك إعادة تركيز نظام المساعدات بأكمله على الأشخاص الأكثر احتياجا، وتبسيط الهياكل بمنح صلاحيات أكبر إلى منسقي الشؤون الإنسانية، والتأكد من وجود أفضل الكفاءات الممكنة لتولي تنسيق الشؤون الإنسانية، ونقل موارد السلطة إلى من هم أقرب إلى الاستجابة.
وأضاف: "السؤال الذي أطرحه في كل زيارة لفريقنا الإنساني في البلاد هو: ما هي السلطة التي تتمتعون بها وكيف يمكنكم منحها لمن هم أقرب إلى المجتمعات التي نخدمها؟"
وقال موجها دعوته للدول الأعضاء: "نحن بحاجة إلى إعادة صياغة الحوار العالمي حول العمل الإنساني واستعادة ثقة شعوبكم فيما نقوم به".
"دعوا السياسة جانبا"
وعن الوضع في غزة، أشار فليتشر مجددا إلى خطة الأمم المتحدة لإدخال 9000 شاحنة إلى غزة موجودة حاليا على الحدود.
وقال: "دعوا السياسة جانبا. دعوا بيانات مجلس الأمن جانبا. دعونا نحرك هذه الشاحنات على الأرض وننقذ بعض الأرواح بشكل عاجل وسريع. من الضروري حقا أن يُسمح لنا بهذا الوصول، ولدينا خطة للدخول. نحن نعرف كيف نفعل ذلك".
وبالنسبة للأزمة في السودان، أعرب المسؤول الأممي عن امتنانه لتمديد فتح معبر أدري الحدودي.
وحذر من أنهم مازالوا يواجهون تحديات هائلة في الوصول والتمويل، "لكننا نرسل مزيدا من القوافل إلى الطويلة، وأقرب إلى الفاشر، ومخيم زمزم، حيث بؤرة القتال والأزمة".
ورحب فليتشر بالتقدم المحرز في سوريا فيما يتعلق برفع العقوبات خلال اليومين الماضيين.
وقال: "هناك فرصة لنا لتوجيه سوريا نحو مسار التنمية، الذي يصب في مصلحة الشعب السوري، وفي مصلحة المنطقة ككل، وفي جميع جهودنا لمساعدة سوريا على تجاوز عقود من الصراع".