Breadcrumb

الأمين العام: مبادرة "الأمم المتحدة 80" فرصة لتعزيز المنظمة، لكن قرارات "صعبة تنتظرنا"

جاء ذلك خلال إحاطته للدول الأعضاء بالمقر الدائم اليوم الاثنين حول مبادرة "الأمم المتحدة 80"، حيث قال السيد غوتيريش إن هذه الأوقات محفوفة بالمخاطر، إلا أنها أيضا "أوقات مليئة بالفرص والالتزامات الجسيمة"، مما يجعل مهمة المنظمة "أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".
ثلاثة مسارات رئيسية
تتمحور مبادرة "الأمم المتحدة 80" حول ثلاثة مسارات عمل رئيسية، تشمل تحديد أوجه الكفاءة والتحسينات في ظل الترتيب الحالي، ومراجعة تنفيذ الولايات الممنوحة للمنظمة من الدول الأعضاء، والنظر في الحاجة إلى تغير هيكل منظومة الأمم المتحدة.
قال السيد غوتيريش إن فريق المبادرة العامل المعني بالأمانة العامة يعمل على وضع خارطة طريق لتبسيط العمليات وخفض التكاليف في إدارتها وعملياتها، بما في ذلك من خلال التوحيد الوظيفي والهيكلي ونقل الخدمات من مراكز العمل عالية التكلفة، ومركزية خدمات تكنولوجيا المعلومات والدعم، وتوسيع نطاق الأتمتة والمنصات الرقمية.
كما يجري حاليا استعراض كيفية تنفيذ المنظومة الأممية للولايات الموكلة إليها من الدول الأعضاء. وقد حدد الاستعراض حتى الآن أكثر من 3600 ولاية فريدة للأمانة العامة وحدها.
وفي هذا السياق، قال السيد غوتيريش: "إن مقياس النجاح ليس في حجم التقارير التي نصدرها أو عدد الاجتماعات التي نعقدها. إن مقياس النجاح - قيمة عملنا وهدفه وغايته - هو الفرق الحقيقي الذي نحدثه في حياة الناس".
تغييرات هيكلية وتخفيضات في الميزانية
وقال الأمين العام إنه من المرجح أن تنبثق عن الاستعراض، مقترحات بشأن تغيير هيكلي للمنظومة الأممية وإعادة تنظيم البرامج. وأبلغ الدول الأعضاء أنه لمس شعورا قويا بالعزيمة والمسؤولية الجماعية من قادة كيانات الأمم المتحدة خلال اجتماع مجلس الرؤساء التنفيذيين لمنظومة الأمم المتحدة المعني بالتنسيق، الذي عقد الأسبوع الماضي في جنيف.
وأكد السيد غوتيريش أن هدفه هو المضي قدما في عمل مبادرة "الأمم المتحدة 80" بأسرع وقت ممكن. وأضاف أن ميزانية منقحة لعام 2026 ستُعرض في أيلول/ سبتمبر، كما ستُعرض تغييرات إضافية تتطلب تحليلا أكثر تفصيلا في مقترح ميزانية 2027.
وتوقع "تخفيضات كبيرة" في إجمالي الميزانية. فعلى سبيل المثال، قال إنه يعتقد أن إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام، وعمليات السلام، ستتمكنان من إلغاء 20% من وظائفهما من خلال القضاء على التكرار الوظيفي والتخلص من المهام التي تمارسها أجزاء أخرى من منظومة الأمم المتحدة.
إلا أن الأمين العام أشار إلى أنه قد تكون هناك "تكاليف فورية لمرة واحدة مرتبطة بنقل الموظفين (إلى مواقع أخرى) وتوفير حزم إنهاء الخدمة المحتملة".
وأضاف: "نعلم أن بعض هذه التغييرات ستكون مؤلمة لأسرة الأمم المتحدة. ويجري التشاور مع الموظفين وممثليهم والاستماع إليهم. وحرصنا هو أن نكون إنسانيين ومهنيين في التعامل مع أي جانب من جوانب إعادة الهيكلة المطلوبة".
دعوة للجرأة والطموح
وأكد الأمين العام أن احتياجات الشعوب التي تخدمها الأمم المتحدة "يجب أن تظل النجم الذي يرشد طريقنا"، مشددا على ضرورة التزام المنظمة الدائم بالمبادئ وعدم المساس بقيمها الأساسية.
وأكد أن هذا العمل سيُبذل لضمان تعزيز الركائز الثلاث لعمل الأمم المتحدة - وهي السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان - بشكل متبادل، والحفاظ على التوازن الجغرافي لقوتها العاملة واستراتيجياتها المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وذوي الإعاقة.
وأكد السيد غوتيريش أن العديد من القرارات تقع في نهاية المطاف على عاتق الدول الأعضاء، والتي اتفق الكثير منها على أن هذه هي اللحظة المناسبة "للتحلي بالجرأة والطموح"، بما يتماشى مع احتياجات المنظمة ومتطلبات العصر. وقال: "قد يكون من الأسهل - بل والمغري - تجاهلها أو تأجيلها. لكن هذا الطريق مسدود. لا يسعنا التصرف إلا بأعلى مستويات الطموح والهدف المشترك. فلنغتنم هذه الفرصة بإلحاح وعزم، ولنعمل معا لبناء أمم متحدة أقوى وأكثر فعالية للحاضر والمستقبل".