تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

خبراء أمميون يطالبون بتوفير ممر آمن "لأسطول الحرية" مع فشل الدول في انهاء "الإبادة الجماعية والمجاعة" في غزة

طالب خبراء أمميون إسرائيل بتوفير ممر آمن "لتحالف أسطول الحرية"، الذي من المقرر أن تغادر سفنه من تركيا إلى غزة، بما يتماشى مع التزامات إسرائيل الدولية والأوامر الأخيرة الصادرة عن محكمة العدل الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وفي بيان صدر اليوم الجمعة، قال الخبراء المستقلون*: "بعد مرور مائتي يوم على الحصار الإسرائيلي وعنف الإبادة الجماعية، بما في ذلك حملة التجويع غير المسبوقة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، لا يزال الوضع يتدهور. وبعد 17 عاماً من الحصار المفروض على غزة، خلقت إسرائيل الآن مجاعة من خلال قطع الإمدادات المنتظمة من المياه والغذاء والسلع الحيوية عن غزة، مما أدى إلى تدمير سبل العيش والنظام الغذائي والبنية التحتية المدنية".

وأضاف الخبراء أنه نظراً لعدم امتثال إسرائيل لالتزاماتها الإنسانية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، فإنها تقوم أيضاً "بتقييد المساعدات الإنسانية، وتقصف قوافل المساعدات الإنسانية عمداً، وتستهدف عمال الإغاثة والمدنيين الذين يطلبون المساعدة".

ومن المقرر أن يقوم "تحالف أسطول الحرية" بنقل 5500 طن من المساعدات الإنسانية ومئات المراقبين الإنسانيين الدوليين إلى قطاع غزة. ويهدف الأسطول، الذي تضم تحالفاً متنوعاً من نشطاء حقوق الإنسان، بمن فيهم محامون وأطباء وممرضون وصحفيون وبرلمانيون وسياسيون، إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة مباشرة إلى سكان غزة المحاصرين، "في تحد شرعي لسيطرة إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية"، بحسب الخبراء الذين أكدوا أن محاصرة السكان المدنيين أمر غير قانوني.

حركة عالمية لإنهاء الفظائع

وقال الخبراء: "إن الأسطول هو مظهر مادي للدعم الدولي للنضال الفلسطيني المستمر من أجل الحرية وتقرير المصير، والحق المعترف به دولياً في تلقي المساعدات الإنسانية دون تدخل أو عائق. يعد دعم حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني ضروري في ظل الظروف الحالية التي تتسم بالإبادة الجماعية، والإبادة السكنية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية".

وأضافوا أن العالم يشهد مجاعة متعمدة وسط التدمير الشامل للمنازل والمستشفيات، فيما تنتشر الأمراض بسرعة لأن ملايين الأشخاص أُجبروا على ترك منازلهم، وتم استهدافهم أو تشويههم أو جرحهم، وأصبحوا غير قادرين على العلاج في ظروف غير صحية للغاية، ويعيشون الآن في ملاجئ مؤقتة ومكتظة. وقالوا "إن مستوى الصدمة والكرب سيؤثر على الفلسطينيين لأجيال عديدة".

وشدد الخبراء على أن الدول لا تمتثل لالتزاماتها بإنهاء "الإبادة الجماعية والمجاعة التي ترتكبها إسرائيل في غزة". وأشاروا إلى أن العديد من الدول تواصل دعم إسرائيل بالسلاح والأموال والدعم السياسي، الأمر الذي قد يجعلها "متواطئة في الإبادة الجماعية والمجاعة التي ترتكبها إسرائيل".

متظاهرون في بوسطن يطالبون وقف إطلاق النار في غزة.
© Unsplash/Brett Wharton
متظاهرون في بوسطن يطالبون وقف إطلاق النار في غزة.

وقال الخبراء إن المشاركين في أسطول الحرية يعبرون عن إرادة الحركة العالمية، وخاصة الشباب في جميع أنحاء العالم، "لإنهاء الفظائع في غزة - لصالح الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".

وأعرب الخبراء عن قلقهم على سلامة المشاركين في الأسطول في ضوء "الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد بعثات الأمم المتحدة والبعثات الإنسانية المدنية". وقالوا: "على إسرائيل أن تتذكر أن العالم يراقب عن كثب وأن تمتنع عن أي عمل عدائي ضد المشاركين في الأسطول"، كما حدث عام 2010 عندما اعترضت إسرائيل سفنهم في المياه الدولية، مما أسفر عن مقتل عشرة ركاب وإصابة عدد آخر.

الخبراء هم:

  • مايكل فخري، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء؛
  • فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967؛
  • بالاكريشنان راجاجوبال، المقرر الخاص المعني بالحق في السكن اللائق.
*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهي جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.